شهدت سوريا تطوّراً لافتاً وكبيراً أمس تمثّل بتمكّن فصائل المعارضة السورية من
السيطرة على مدينة حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا ورئتها الاقتصادية، وذلك بعد هجوم
خاطف شاركت فيه معظم فصائل المعارضة السورية ضمن غرفة عملية أطلق عليها "ردع
العدون"، كما تمكّنت المعارضة من السيطرة على أكثر من ثلاثين قرية وبلدة في
ريفي حلب وإدلب بما فيها مدينة سراقب.
وأعلنت غرفة عمليات "ردع العدوان" السيطرة على
ساحة سعد الله الجابري ومبنى قيادة الشرطة وكتلة مباني جامعة حلب وأحياء صلاح
الدين وسيف الدولة والأعظمية والمشهد والأنصاري والزبدية وبستان القصر وباب النيرب
والسبيل والمحافظة وتل الزرازير والخالدية والميسر وسلمان الحلبي والكلاسة والسكري
والشعار وقاضي عسكر والمرجة ضمن مدينة حلب، بالتزامن مع استمرار عمليات التمشيط
داخل ما تبقى من أحياء المدينة.
كما تمكنت فصائل المعارضة السورية من تحرير سجناء من
أفرع أمنية ومخابراتية وسجون تابعة للنظام السوري في مدينة حلب شمالي سورية.
وفي المواقف من هجوم المعارضة السورية على حلب نقلت
وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في
سورية قوله إنّ "القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على
معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة
للإرهابيين"، على حدّ وصفه.
بينما نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية أنّ وزير الخارجية
الإيراني عباس عراقجي ندد بهجمات للمعارضة السورية ووصفها بأنها "خطة أميركية
صهيونية بعد هزيمة النظام الصهيوني في لبنان وفلسطين". وأضافت أنّ عراقجي أكد،
في مكالمة مع وزير خارجية سوريا بسّام الصباغ، دعم طهران للحكومة السورية.
من جهتها دعت تركيا إلى "وقف الهجمات" على
مدينة إدلب ومحيطها، بعد سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الروسية وقوات النظام
السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية عبر منصة إكس: "لقد طالبنا
بوقف الهجمات. وقد أدت الاشتباكات الأخيرة إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في
المنطقة الحدودية"، واعتبرت أنقرة أن "الهجمات الأخيرة على إدلب وصلت
إلى مستوى يقوض روحية وآليات تطبيق اتفاقيات أستانة" لعام 2017.