في تهديد مبطّن يكشف النوايا الإسرائيلية تجاه مصر، نشر
موقع "نزيف” الإسرائيلي سيناريو افتراضي يُحاكي استهداف السد العالي في مصر، الأمر
الذي أثار موجة غضب واسعة في الأوساط المصرية والعربية.
ووفقًا لما نشره الموقع العبري، فإن أي استهداف للسد
العالي سيؤدي إلى انهيار هيكله، ما سيتسبب في فيضانات هائلة تغمر المدن والقرى على
طول نهر النيل.
السيناريو الذي تم بناؤه باستخدام تقنيات الذكاء
الاصطناعي، يوضح أن ملايين الأمتار المكعبة من المياه ستندفع بقوة هائلة خلال
دقائق، ما سيؤدي إلى تدمير المنشآت الحيوية، والقواعد العسكرية، والبنية التحتية
في مصر. كما توقع التقرير أن تتراوح الخسائر البشرية بين 1.7 و10.5 مليون قتيل، مع
دخول مصر في حالة طوارئ شاملة تشمل فقدان الكهرباء وتعطل أنظمة النقل والاتصالات،
ما قد يشلّ البلاد بالكامل.
وأشار خبراء إلى أنّ توقيت نشر السيناريو من قبل موقع
عبري يعكس نية حقيقية لدى إسرائيل لضرب السد العالي، ما جعل الكثيرين يفسرونه
كرسالة تهديد ضمنية تستهدف دفع القاهرة للرضوخ لمطالب الإدارة الأمريكية بشأن خطة
التهجير القسري للفلسطينيين.
وأثار التقرير الإسرائيلي غضبًا واسعًا في مصر، حيث
اعتبره كثيرون محاولة لابتزاز القاهرة وإجبارها على قبول مخططات التوطين التي تسعى
واشنطن وتل أبيب لفرضها. وتفاعل نشطاء مصريون عبر منصات التواصل الاجتماعي مع
السيناريو المفترض، مؤكدين أن مثل هذه التهديدات تكشف حقيقة الأطماع الإسرائيلية
في المنطقة، وأن الاحتلال لن يتوانى عن استخدام أي وسيلة لفرض هيمنته على الدول
العربية.
كما عبّر عدد من الخبراء والمحللين عن استيائهم من نشر
مثل هذه التقارير في هذا التوقيت الحساس، مؤكدين أن إسرائيل تدرك جيدًا أن أي
استهداف مباشر للسد العالي سيكون بمثابة إعلان حرب مفتوحة مع مصر، وهو ما لا يمكن
أن تتحمله تل أبيب، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الحالية.
على المستوى الرسمي حاول مسؤولون مصريون التقليل من
أهمية التقرير، مؤكدين على أنه "افتراضي بحت” ولا يُؤخذ بعين الاعتبار على المستوى
الاستراتيجي أو العسكري. وصرح اللواء أسامة محمود، الخبير العسكري والمستشار بكلية
القادة والأركان، أن مثل هذه السيناريوهات لا تعكس أي نوايا حقيقية، وأن إسرائيل
تعلم جيدًا أن أي استهداف للسد العالي سيقابل برد مصري عنيف قد يؤدي إلى اندلاع
مواجهة إقليمية غير محسوبة العواقب.
يأتي نشر هذا السيناريو في وقت تتعرض فيه مصر لضغوط
هائلة من إدارة ترامب، التي تحاول فرض مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء،
وهو ما ترفضه القاهرة علنًا حتى الآن.