أعلن المتحدث
العسكري باسم كتائب القسّام "أبو عبيدة" استشهاد القائد العام للكتائب
ورئيس هيئة أركانها محمد الضيف المعروف بأبي خالد، مع عدد من قادة القسّام الآخرين
من دون أن يكشف عن مكان استشهادهم ولا تاريخ الاستشهاد واكتفى بالقول: "نزف
إلى أبناء شعبنا العظيم اغتيال قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، وعدد من
القادة: مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة
والخدمات القتالية)، رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، رافع سلامة (قائد لواء
خانيونس) أحمد الغندور (قائد لواء
الشمال)، أيمن نوفل (قائد لواء الوسطى). وأكّد أبوعبيدة أنّ مواقع هذه القيادات لم
تشهد فراغاً ولو للحظة واحدة، كما أكّد استمرار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها نعت حركة حماس قادة جناحها العسكري وشدّدت في
بيان، على أنّ "الاحتلال لن يفلح في كسر إرادة المقاومة والصّمود لدى شعبنا
ومقاومتنا، فاغتيال قيادات الحركة ورموزها لن يزيدها إلاَّ قوّةً وإصرارًا
وتصميمًا على المضي في درب المقاومة، حتّى تحرير الأرض والمقدّسات"، مشيرةً
إلى أنّ "حركةً يمضي قادتها في الصّفّ الأوّل شهداء، لا يمكن لأيّ قوّة غاشمة
على الأرض هزيمتها، أو إخماد جذوة المقاومة فيها، مهما كانت التّضحيات".
وكانت الحركة فقدت أيضاً خلال معركة طوفان الأقصى رئيس
مكبتها السياسي إسماعيل هنيّة، وخلفه في رئاسة المكتب يحيى السنوار، ونائب رئيس
الحركة صالح العاروري، وهؤلاء من أبرز شخصيات وقيادات الحركة.
غير أنّ هذه الضربات الموجعة لم تُخضع الحركة ولم تكسر
ظهرها فاستمرت في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على غزة حتى إبرام صفقة
تبادل الأسرى، وفرضت على الاحتلال الانسحاب الكامل من قطاع غزة، كما فرضت شروطها
لناحية عودة السكّان إلى شمال القطاع وإعادة الإعمار.
إضافة إلى ذلك فإنّ الحركة التي تلقت كلّ هذه الضربات
خرجت بعد ساعات من وقف إطلاق النار بكامل جهوزيتها وعتادها الحربي خلال أول عملية
تبادل للأسرى عندما أطلقت سراح ثلاثة أسرى إسرائيليات في ساحة السراي في غزة. كما
أظهرت المشاهد الأخرى خلال عمليات التبادل جهوزية الحركة وانتظام هياكلها العاملة
في دلالة واضحة على قوتها وقدرتها على المناورة والاستمرار، بل يمكن القول إنّ
الحاضنة الشعبية التي باتت تتمتّع بها الحركة فاقت ما كانت عليه سابقاً، وهو ما
يؤكّد تعاظم قوتها خلال معركة طوفان الأقصى وولادة قيادة جديدة قد لا تكون أقلّ
صلابة وتجربة من القيادات التي تمّ اغتيالها.