شهدت شوارع القدس المحتلة وتل أبيب، مساء الأحد، موجة
احتجاجات واسعة ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، على خلفية
العثور على جثث ستة أسرى إسرائيليين في غزة، في تظاهرات وصفت بأنها الأكبر منذ
عملية "طوفان الأقصى" حيث قدّر الإعلام الإسرائيلي المشاركين فيها
بثلاثمئة ألف متظاهر.
ورجّحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن
يكون عدد المشاركين في تظاهرات تل أبيب قد وصل إلى مائة ألف إسرائيلي. فيما أفادت
القناة 13 الإسرائيلية بأن مجمل المتظاهرين في تل أبيب والقدس وصل إلى نحو 350 ألف
إسرائيلي.
ولم تقتصر الاحتجاجات على القدس وتل أبيب، بل امتدت
إلى مدن حيفا، أشدود، رمات هنيغف، وكفار تابور، حيث أغلق المتظاهرون عدداً من
الشوارع الرئيسية في تصعيد واضح للاحتجاجات ضد سياسات الحكومة. وتوجه متظاهرون إلى
أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب، فيما توجه آخرون إلى أمام مجمع المقار الحكومية
في القدس استجابة لدعوات الاحتجاج.
وطالب المشاركون في التظاهرات بإبرام صفقة تبادل أسرى
مع جماس ووقف الحرب، كما طالبوا بإنهاء حكومة بنيامين نتنياهو، وقد كشف الإعلام
الإسرائيلي أنّ عائلتين من عائلات الأسرى المحتجزين رفضتا التواصل مع نتنياهو، في
خطوة تعكس حجم الغضب والاستياء الشعبي من قيادة الحكومة.
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع دعوة رئيس اتحاد نقابات
العمال الإسرائيلي (الهستدروت) إلى إضراب عام اليوم الاثنين، وسيلة للضغط على
الحكومة. وقد أعلن جهاز خدمات بلدية تل أبيب عن مشاركته في إضراب نصف يوم تضامناً
مع الرهائن وعائلاتهم، فيما قرّرت إدارة مطار بن غوريون المشاركة في الإضراب بشكل
كامل، وهو ما يعكس اتساع دائرة الاستياء من أداء الحكومة.