رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية محمد سرميني يلخّص المشهد السوري في السويداء وشرق سوريا بالتالي
أيلول 02, 2023

رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية محمد سرميني في سلسلة تغريدات عبر حسابه على منصة تويتر سابقاً أكس حالياً أنّ الحراك السلمي الذي تشهده مدينة السويداء في جنوب سوريا سيتواصل وأنّ مناطق السيطرة في سورية لن تستقر لأن الظلم والاستبداد والاستغلال ما زال موجوداً.

ولخّص سرميني المشهد الجاري في محافظة السويداء وفي شرق سوريا بجملة من الخلاصات السياسية المهمة كالتالي:

1.إن الحراك الشعبي في السويداء لم يتوقف على مدار السنوات الماضية، وركز على التنديد بشكل مستمر بـ "النسيان المقصود" من قِبل النظام السوري للسويداء، كإجراء عقابي بسبب امتناع غالب أهلها عن الزجّ بأبنائهم ضِمن آلة القتل التي استخدمها النظام ضد الشعب السوري، لكن ما يميز موجة الاحتجاجات الحالية أنها عبرت بشكل واضح عن المُفاصلة الكاملة مع النظام.

2.يحسب لحراك السويداء المشاركة الفعّالة للطبقات الاجتماعية كافة، من رجال دين ومثقفين ونشطاء سياسيين، مع الحفاظ على الخطاب الوطني وتجنّب ردّ الفعل على سياسة النظام الإقصائية و الطائفية، وبالتالي فإن التغيير هو مطلب مكونات الشعب السوري كافة، وأثبت ذلك تصاعُد الأصوات الساخطة في الساحل السوري التي يُفترض أنها منطقة خاضعة للضبط الكبير من النظام.

3.تبني المتظاهرين شعارات إسقاط النظام السوري، وتحقيق الانتقال السياسي في البلاد بموجب القرارات الأممية، يعبر بالدرجة الأولى عن وعي سياسي، وحرص على أن يكون الحل جمعياً على المستوى الوطني، وهذا ناتج عن إدراك المحتجين في السويداء عدم رغبة ولا قدرة النظام السوري على إيجاد حلول للمشاكل، لذا اختار المحتجون القطيعة الكاملة والمفاصلة الواضحة، والدفع باتجاه إنتاج سلطة جديدة تمثل الشعب وتعمل على حل مشكلاته.

4.على الجانب الآخر، تتجه العشائر العربية أيضاً للمفاصلة مع تنظيم وحدات الحماية (YPG)، بعد أن طفح الكيل من الممارسات العنصرية، وإقصاء العرب عن إدارة شؤون مناطقهم، والاستحواذ على ثرواتهم وحرمان أبناء المنطقة من الاستفادة منها، والتضييق الأمني على المكون العربي بحجة "ملاحقة خلايا داعش".

5.ربما استطاع النظام إعادة سيطرته "رسمياً" على أجزاء واسعة من الخريطة السورية كانت محررة من استبداده وإجرامه، وكان ثمن ذلك أنه رهن سورية بما فيها لإيران وروسيا.

6.ربما استطاعت قوات سورية الديمقراطية "قسد" استثمار الظروف الإقليمية والدولية، لبسط سيطرتها على شمال سورية وشرقها، متخذة من مكافحة الإرهاب ذريعة مستمرة تستر خلفها ممارساتها واستبدادها الأمني والسياسي.

7.ختاماً : لا النظام ولا قسد ولا أي فاعل من سلطات الأمر الواقع في سورية يستطيع الاستمرار في الرهان على القبضة الأمنية في رسم مشهد الاستقرار، طالما أن الظلم والاستبداد ونهب الثروات موجود، وسيبقى الشعب منتظراً فرصة الانفجار للتحرك بهدف تغيير واقع لا يمكن العيش فيه.