شنّ الشيخ يوسف مخارزة في خطبة الجمعة التي ألقاها في بلدة الدورا في فلسطين هجوماً لاذعاً على دولة قطر وعلى العلماء الذين وفدوا إليها للدعوة إلى الله في ظل استضافة الدوحة لمونديال 2022، واتهم الشيخ مخارزة، وهو من المقربين من حزب التحرير في فلسطين، اتهم دولة قطر بتوظيف أموالها لما سمّاه إفساد المسلمين وشراء ذمم العلماء والأقلام، وأضاف مخارزة : أنها لا تُدخِل الناس في الإسلام وإنما تُخرجهم من الإسلام! وطالب الشيخ مخارزة أمير قطر بإعطاء المسلمين هذه الأموال الطائلة التي ينفقها بدل إنفاقها بهذه الكيفية.

وكانت قد راجت أنباء عن أنّ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعد أنه سيعطي لاعبي المنتخب السعودي مليون ريال في حال فوزهم في المونديال.

من جهتها ردّت الكاتبة إحسان الفقيه عبر حسابها على تويتر على الشيخ مخارزة وقالت:

مخارزة ينتقد أمير قطر برصد مكافآت سخية للاعبي السعودية حال الفوز، وقد نفى مسؤولون قطر هذا الادعاء.

وسألت : ألستَ يا شيخ من تُعلّم الناس أن يتثبتوا في نقل الأخبار؟

فمن أين استقيت معلوماتك،ما هو مصدرك؟

إشاعات الجماهير هي مصدر معلوماتك؟

أم أنها انتقائية في التعامل مع الأحكام الشرعية؟

وتابعت الفقيه: على فرض أن خبر رصد الأمير جوائز مالية للمنتخب السعودية-صحيح..

أما كان يجدر بالشيخ أن يعتبرها لفتة كريمة من أمير قطر لتعزيز العلاقات مع المملكة السعودية وشعبها؟

أليس هذا الصنيع خطوة طيبة للتقريب بين أبناء الدين والدم؟

أين حديثك عن وحدة الصف ورأب الصدع والإصلاح بين الإخوة يا شيخ؟!

وأضافت : لستُ أدري لماذا يستاء الشيخ مما يتردد في الآفاق من مقولة "شكرا قطر"، أليست دلالة على حُسن صنيع هذه الدولة مع كيانات وحكومات وشعوب؟

ولماذا لا ترى أن ما تفعله مع الذين فتحت لهم أبوابها من الذين لاذوا بها، أنه شيء يستحق الشكر؟

أوَكُلّ من قال شكرا قطر عميل مرتزقة؟

أوَتُقسمُ على ذلك؟

وتابعت الفقيه تغريداتها: يتحدث الشيخ عن أن قطر رأس العمالة مع اليهود، وليته يشرح لنا مظاهر هذه العمالة، أو يخبرنا عن الدول التي وقّعت بالفعل مواثيق التطبيع مع العدو الصهيوني، ولماذا لم يتحدث عن تلك الدول؟

ما رأيك بمحمود عباس وطراطير أوسلو وجماعة"التنسيق الأمني مع اليهود شيء مقدس"؟

صحيح

أين مليارات عرفات؟

يتهكم الشيخ على وجود قاعدة عسكرية أمريكية في قطر، ويتجاهل كل الدول العربية التي بها قواعد أجنبية، جيبوتي وليبيبا والكويت وعمان والإمارات والأردن وسوريا والبحرين، وحتى السعودية رغم تفكك قاعدة الرياض لكن لا يزال التواجد الأمريكي ضمن اتفاقيات الأمن وحماية المنشآت النفطية، فهي شبه قواعد!

تتابع الفقيه: الشيخ مخارزة يتهم قطر بشراء العلماء، فأي علماء اشترتهم قطر يا شيخ، والعلماء يأتونها مُستغيثين من بطش أنظمتهم القمعية؟

إنك بهذا لتسيء إلى أبرز علماء الأمة وتتهمهم بالعمالة والمأجورية، أمثال الشيخ القرضاوي رحمه الله، والشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله، فهل هؤلاء عملاء؟!

الشيخ يتهم قطر باستدعاء العلماء للمونديال لتجميل وجهها وإسكات الأصوات التي لا ترى الخير في قطر!

فإلام استندتَ في دعواك وحكمت بذلك والأحكام تُبنى على الظاهر يا شيخ؟ تسأل الفقيه؟!

وتواصل : لماذا لم تُحسن الظن كما تُعلِّم الناس وتعتبرها جهدا دعويا طيبا تريد به قطر تعريف الجماهير الغربية بالإسلام؟

الشيخ يقول بأن مقطع وجود ذاكر نايك في قطر وإسلام خمسمائة شخص، قديم منذ خمس سنوات وأعادوا نشره..

حسنا، أنت تُقِر وتجزم بأن ذلك حدث بالفعل على أرض قطر، لكن كيف تقول أن علينا أن نتساءل كم أخرجت قطر من الإسلام؟ ولماذا تجاهلتَ دعايات التعريف بالإسلام المبثوثة في اللافتات وعلى الجدران؟

تواصل إحسان الفقيه وتقول : مخارزة على حسابه فيسبوك يتهكم على قطر، بقوله: "انظر إلى غنى الفقراء وتطاول بنيان الرعاء"!

لماذا اختار قطر تحديدا من بين دول الخليج التي اغتنت بالنفط ليصب عليها حقده؟ ولماذا لم يتحدث عن برج خليفة بمناسبة التطاول في البنيان؟

ولماذا لم يتحدث عن مظاهر الثراء الفاحش ببقية الدول الخليجية؟

وفي نفس التدوينة يشير الشيخ الفلسطيني إلى حكم السفهاء والرويبضات، يقصد حكم السفهاء في قطر وأنه هو الذي أوصلها إلى أن تكون دولة وسيط في حل النزاعات، وفتح الباب مع الجميع بعلاقات متوازنة..

نسي الشيخ أن حكم السفهاء(وحاشاهم أن يكونوا) هو الذي تصدى لحصار عامين ونصف فخرجت مرفوعة الرأس! تختم الكاتبة إحسان الفقيه تغريداتها ردّاً على الشيخ يوسف مخارزة.