كشف موقع "ميدل إيست آي” البريطاني أنّ لقاءً سرياً عقده
وفد سعودي مع نائب الأمين في حزب الله، الشيخ نعيم قاسم في بيروت في مارس/ آذار السابق،
وقد مهّد اللقاء بحسب الموقع لوقف إطلاق النار في اليمن عندما فشلت المحادثات المباشرة
مع الحوثيين.
ووفقا لمقال نشره رئيس تحرير الموقع البريطاني، ديفيد هيرست،
فإن الاجتماع كان استثنائيا لأن الطرفين يعتبران بعضهما البعض أعداء لدودين.
وقال "هيرست”، نقلا عن مصادر مطلعة فقد قدّم الشيخ نعيم قاسم،
نيابة عن الحوثيين، للسعوديين قائمة مطالب كشرط لوقف فوري لإطلاق النار في اليمن.
وأوضح الكاتب أن قائمة الشروط شملت الإطاحة بالرئيس اليمني
عبد ربه منصور هادي، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة الرئيسي ومطار صنعاء، وتبادل الأسرى،
ليس كلهم من اليمنيين ولكن بعضهم من الشيعة المسجونين في البحرين ودول الخليج الأخرى.
وأكد الكاتب على انه بعد ثلاثة أسابيع، حدث معظم هذا، رغم
أنه لم يتم الإفراج عن جميع السجناء المدرجين في القائمة التي قدّمها الشيخ قاسم.
وشدد "هيرست” على أن مصادر متعددة في الخليج وخارجه أكدت
عقد الاجتماع في لبنان.
وصرح مصدر خليجي لموقع ميدل إيست آي بما يأتي: "طلب السعوديون
من الإيرانيين فتح ملف اليمن. فأصر الإيرانيون على أن اليمن دولة مستقلة وعلى أنهم
لم يتدخلوا في الشؤون اليمنية. وقال الجانب الإيراني إن الشيء الوحيد الذي بإمكانهم
أن يفعلوه هو تمهيد العلاقات”.
وطبقاً للمصدر قال السعوديون إن أي تمهيد للعلاقات يمكن أن
يحدث فقط عبر لقاء مباشر بينهم وبين الحوثيين.
وهنا بحسب "هيرست” تتباين الروايات، حيث تقول مصادر خليجية
إن الإيرانيين دفعوا باتجاه أن يلتقي الطرفان، إلا أن الحوثيين رفضوا مثل ذلك الاجتماع.
أما المصادر المقربة من حزب الله فتقول العكس تماماً. وقال مصدر مقرب من حزب الله،
مستخدماً الاسم الرسمي لحركة الحوثيين: "لم يرغب السعوديون في اللقاء بهم لأنهم لا
يريدون الاعتراف بأنصار الله”.
بعد ذلك عرض الجانب الإيراني أن يكون السيّد حسن نصرالله
ناطقاً باسم الحوثيين. وعن ذلك قال مصدر خليجي: "كان السعوديون مترددين. خرجوا من اللقاء
مع الإيرانيين غاضبين، ثم ما لبثوا أن قبلوا بالفكرة وأرسلوا وفداً إلى لبنان”.
ولدى وصول الوفد السعودي إلى بيروت قيل له بأن الشيخ نعيم
قاسم، وليس السيّد نصرالله، هو من سيلتقي معهم.
رفض السعوديون ذلك وعادوا مباشرة إلى فندقهم. وفي اليوم التالي
اتصل بهم حزب الله وأقنعهم بالاجتماع مع الشيخ نعيم قاسم وهو ما حصل.
ووفقا للمصادر فقد استغرق الاجتماع 25 دقيقة، وهذا يعني أنه
كان قصيراً إذا ما أخذنا بالاعتبار تعقيدات ما كان مطروحاً للنقاش، وبدأ الوفد السعودي
بعبارات دبلوماسية معهودة في الشرق الأوسط، مثل القول: "إننا جميعاً عرب، وكلنا إخوان،
وعلينا أن نجتمع”. إلا أن الشيخ نعيم قاسم نحّى كل ذلك جانباً حين أخرج ورقة وقدمها
للسعوديين.
يضيف الموقع : احتوت الورقة على قائمة من حوالي عشرة مطالب
أو يزيد، كان على رأسها إقالة هادي وتعيين مجلس رئاسي ذي قاعدة عريضة، ثم تبع ذلك مطلب
تبادل الأسرى ورفع الحصار المفروض على الحديدة ومطار صنعاء.
وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال مصدر مطلع على تفاصيل
ما جرى أثناء اللقاء: "سأل السعوديون الشيخ نعيم قاسم: ماذا سيكون رد الحوثيين فيما
لو تمت الاستجابة لهذه المطالب؟ فأجاب قاسم: بمجرد أن تدركوا أننا جادون فسيكون هناك
وقف مباشر لإطلاق النار”. وبعد ثلاثة أسابيع بدأ السعوديون في تنفيذ تلك الإجراءات
وأعلن الحوثيون وقفاً لإطلاق النار.