في أعنف هجوم إيراني على تركيا بسبب الأوضاع الأخيرة
المستجدة في شمال سوريا، وخسارة إيران والمجموعات المسلّحة الحليفة لها والجيش
السوري مدينة حلب ومناطق واسعة في ريفها وفي ريف إدلب وحماه وصولاً إلى مشارف
حماه. هاجم علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني
الأعلى علي خامنئي، الحكومة التركية قائلاً إن "تركيا للأسف منذ فترة تحولت
إلى أداة بيد أميركا والكيان الصهيوني". واعتبر ولايتي أن بلاده كانت تأمل أن
ينهي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "أخطاء" السياسة الخارجية
التركية "لتجربته في الاستخبارات والسياسة الخارجية"، مؤكداً على أن
"على دول المنطقة أن تعلم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستدعم الحكومة
السورية حتى النهاية".
وأضاف
ولايتي، في مقابلة مع قناة تسنيم الإيرانية، أنه "لم نكن نتصور أن تركيا
بتاريخها الإسلامي الطويل تقع في حفرة أنشأتها أميركا والكيان الصهيوني"،
معتبراً أن "ما يدعو للاستغراب هو أن تمارس هذه الأعمال باسم الشعب التركي الذي
ظل صامداً في الدفاع عن الإسلام بإيمان راسخ منذ بداية الإسلام إلى اليوم".
وتابع أن "على أميركا والصهاينة ودول المنطقة من العربية إلى غير العربية أن
تعلم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى حتى النهاية إلى جانب الحكومة
السورية".
في
المقابل كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة
العراقية محمد شياع السوداني أمس الثلاثاء، وجوب انخراط النظام السوري في عملية
سياسية جادة لمنع تفاقم الوضع في البلاد. وذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية،
في بيان، أن أردوغان "شدد خلال الاتصال على أن أولوية تركيا هي الحفاظ على
الهدوء خارج حدودها ومنع إلحاق الأذى بالسكان المدنيين، وعلى أهمية وحدة سورية
وسلامة أراضيها، وأن أنقرة تشاطر بغداد الرأي في هذا الخصوص". وأشار إلى أن
"تركيا اتخذت وستتخذ تدابير تتماشى مع أمنها ومصالحها لمنع تنظيم حزب العمال
الكردستاني الإرهابي وأذرعه من الاستفادة من التطورات الأخيرة في سورية".
تجدر
الإشارة إلى أنّ مما تسرّب عن لقاء وزيري خارجية إيران عباس عرقجي وتركيا هاكان
فيدان أنّ الأخير أبلغ عرقجي أنّ أمام الأسد خيارين : الحل السياسي وفق القرار
الأممي 2254 أو مواصلة المعارضة تقدمها نحو دمشق.
كما تجدر
الإشارة إلى أنّ فصائل المعارضة السورية اقترب أمس بشكل كبير من مدينة حماة حيث سيطرت على اللواء 87.
كما تجدر
الإشارة إلى أنّ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شنّت هجوماً على قوات
النظام والقوى المتحالفة مع إيران بدعم جوي أميركي، للسيطرة على سبع قرى تقع شمال
نهر الفرات ليس بعيداً عن حقل كونيكو للغاز في محافظة دير الزور في أقصى شرق
سورية.