لم تكن
زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري
للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع زيارة عادية، فالشيخ تميم أول الرؤساء والزعماء
الذين زاروا دمشق بعد إسقاط النظام السابق، أول المهنئين للشرع، وقد التقاه في قصر
الشعب، وزار برفقته جبل قاسيون المطل على دمشق، وشدد له بحسب بيان للديوان الأميري
على "الحاجة الماسّة لتشكيل حكومة تمثّل جميع أطياف الشّعب السّوري، لتوطيد
الاستقرار والمضي قُدمًا في مشاريع إعادة الإعمار والتّنمية والازدهار"،
مؤكّدًا أنّ "قطر ستواصل وقوفها مع الأشقّاء السّوريّين لتحقيق أهدافهم الّتي
ناضلوا من أجلها، وصولًا إلى دولة تسودها الوحدة والعدالة والحرّيّة، ويَنعم شعبها
بالعيش الكريم"، بعد أنّ أشاد بجهوده وجهود الحكومة المؤقتة معه.
وليس
غريباً هذا الموقف على أمير قطر ولا على دولة قطر، فهي الدولة الأولى التي أعلنت
وقوفها إلى جانب ثورة الشعب السوري، وهي الدولة الوحيدة التي استمرت في مساندة
ودعم ثورة الشعب السوري حتى عندما ذهب العرب يطبّعوا مع النظام المخلوع، والجميع
يذكر مشهد خروج الشيخ تميم من قاعة اجتماع الجامعة العربية عندما أعطيت الكلمة
للرئيس المخلوع خلال القمّة، حتى أنّ قطر ظلّت الدولة الوحيدة التي لم تغلق سفارة
الثورة السورية في الدوحة بعدما أعيدت السفارات في أغلب دول العالم إلى النظام
السابق.
أراد
تميم أن يتمّم الواجب الذي حمله على عاتقه، ومشاركة السوريين الفرحة والنصر لأنّه
في الحقيقة شريك بذلك. كما أراد أن يقول للإقليم والعالم قطر ليست بحجم مساحتها
فحسب، بل بحجم علاقاتها وشراكاتها الوطيدة والاستراتيجية التي تعمّدت بالدم مع
أكثر من شريك ومنها سورية الجديدة.
من
جانبه، اعتبر الشّرع أنّ "هذه الزّيارة تعكس مواقف قطر الثّابتة والدّاعمة في
كلّ المراحل للشّعب السّوري، وحرصها على تعزيز العلاقات بين البلدين"، مشيرًا
إلى أنّ "المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا استراتيجيًّا بين البلدين في مختلف
المجالات"، ولافتًا إلى "تطلُّع بلاده للاستفادة من الخبرات القطريّة
لتحقيق النّهضة المنشودة في سوريا".