أظهرت وحدة الظلّ في كتائب
القسّام كفاءة وبراعة منقطعة النظير في تأمين الأسرى الإسرائيليين لدى القسّام،
وفي تأمين وصولهم إلى النقاط التي تمّ فيها تسليم الأسرى للصليب الأحمر الدولي في
ظلّ استنفار كبير من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وربما الغربية لمعرفة أي تفصيل
عن الأسرى وأماكن احتجازهم وطرق وصولهم إلى نقطة التسلّم والتسليم.
وقد أبدعت وحدة الظلّ في
ابتكار طرق وأسليب متنوّعة في تأمين وصول الأسرى إلى نقاط التسليم والتسلّم بحيث
أنّها لجأت عند تسليم الدفعة الأولى مساء يوم الجمعة إلى اقتياد سيارات الصليب
الأحمر الدولي من قبل "دلول" من غزة ومن ثمّ أخذ الدلول السير في طرقات
عديدة في القطاع ومن ثمّ فجأة ظهرت سيارات داكنة الزجاج وسط الطريق كانت تقلّ
الأسرى حيث جرى تسليمهم إلى الصليب الأحمر الدولي من دون اتفاق مسبق على نقطة
التسليم.
وأمّا الدفعة الثانية التي
جرى تسليمها إلى الصليب الأحمر الدولي ليل الجمعة السبت فقد لجأت فيها وحدة الظلّ
إلى أسلوب آخر مختلف كلّياً حيث اقتاد "دالول" جديد فريق الصليب الأحمر
الدولي إلى داخل غزة، وراح يتلقى توجيهات بالاتجاه مع الفريق في دروب مختلفة حتى
وصل الفريق إلى نقطة وجد فيها عناصر وحدة الظلّ أمامهم وطُلب من الفريق التوقف،
وبعد لحظات تلقى رجال الوحدة توجيهات بتسليم الأسرى حيث بدأت كل مجموعة تفد من جهة
مختلفة ومعها بعض الأسرى الذين جرى تسليمهم لفريق الصليب الأحمر. وبدا أنّ الأسرى
بحالة صحيّة جيدة وقد تلقى بعضهم من النساء رعاية طبيّة واضحة. كما بدا العلاقة
الجيدة التي كانت تربط الأسرى بآسريهم من عناصر وحدة الظلّ.
تجدر الإشارة إلى أنّ عمليتي
التبادل التي جرت مساء يومي الجمعة والسبت أظهرت أنّ القسّام ما زال يتمتّع
بالتحكّم والسيطرة والقيادة لجميع وحداته العسكرية حيث ظهر التنسيق العالي والدقيق
بين وحداته الميدانية، لا سيّما وأنّ الدفعة الثانية من الأسرى تأخّر تسليمها بسبب
عدم التزام قوات الاحتلال بالاتفاقيات، ومع ذلك كان القسّام يدير العملية باقتدار
وتحكّم.