لقاء سرّي بين الشرع ومبعوث بوتين وصفقة وشيكة بين سوريا وروسيا
آذار 07, 2025

نقلت وكالة "رويترز" بحسب مصادر خاصة بها أنّ إسرائيل تسعى لإبقاء الحكم الجديد في سورية ضعيفاً، وأنّ مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن أن النظام الجديد في سوريا، المدعوم من أنقرة، يشكل تهديدًا مباشرًا لحدود إسرائيل.

وكشفت رويترز تفاصيل لقاء سري جمع بين الرئيس السوري أحمد الشرع، ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، حيث ناقش الطرفان مستقبل الوجود الروسي في سوريا بعد سقوط بشار الأسد.

الاجتماع، الذي استمر لأكثر من 3 ساعات، ركّز على ثلاثة ملفات رئيسية طرحتها القيادة السورية الجديدة، أبرزها: إسقاط الديون الروسية المتراكمة منذ عهد الأسد، إعادة الأموال السورية المجمدة في موسكو، وأخيرًا تسليم الأسد للحكومة السورية الجديدة، وهو ما قوبل برفض قاطع من الجانب الروسي.

وفي وقت لاحق، قالت "وول ستريت جورنال" إن موسكو قد أظهرت حسن نيتها واستعدادها الجاد للتعاون مع حكام سوريا الجدد في ظل تردد الدول المجاورة. إذ أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الغامض تجاه دمشق دفع بعض الدول للتأني عن تقديم يد العون، خوفًا من العقوبات.

واضافت وول ستريت جورنال أنّه خلال الشهر الماضي، قامت روسيا بتسليم ما يعادل 23 مليون دولار من العملة السورية بالأسعار الرسمية إلى البنك المركزي في دمشق، حسب المصادر.


وتنتظر موسكو مقابلًا لخدماتها يشمل الاحتفاظ بقواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس، وهو ما يجري التفاوض عليه إلى جانب عدة مواضيع، بما في ذلك توفير مليارات الدولارات نقدًا واستثمارات في حقول الغاز والموانئ، واعتذار محتمل من موسكو عن دورها في قصف المدنيين، وحتى مسألة طلب السلطات السورية الجديدة تسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

غير أن بوتين رفض تسليم الأسد، وفقًا لما قالته مصادر مطلعة على المحادثات لـ"وول ستريت جورنال".

وتلفت الصحيفة إلى أن المفاوضات السورية الروسية الجدية بدأت بعدما زار دمشق في يناير/كانون الثاني، كل من ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وألكسندر لافرينتييف مبعوث موسكو إلى سوريا.

وكان هدف اللقاء حينها هو بحث مستقبل قاعدتي حميميم الجوية والبحرية في طرطوس، لكن سرعان ما تطورت المحادثات لتشمل علاقات اقتصادية أوسع، بحسب ما قاله أشخاص مطلعون على المفاوضات.

إذ شملت المباحثات العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية، بما في ذلك استعداد روسيا "لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا"، كما جاء في بيان صادر عن الكرملين.

وبعد بضعة أيام، أرسلت موسكو طائرة محملة بالأوراق النقدية، إذ طالبت دمشق بإعادة الأموال التي نقلها النظام السابق إلى روسيا، وفقًا للصحيفة. ويشمل ذلك حوالي 250 مليون دولار جرى نقلها إلى بنك حكومي في موسكو.