مركز الزيتونة ينظّم حلقة نقاش تستشرف مستقبل المقاومة الفلسطينية في ضوء معركة جنين الأخيرة
تموز 12, 2023

نظّم مركز الزيتونة للدراسات (مقرّه بيروت) حلقة نقاش بحثت ملف المقاومة في الضفة الغربية وإمكانية تصاعدها ودراسة مساراتها المستقبلية وذلك عبر الزووم بحضور نخبة من المختصين بالشأن الفلسطيني من أبناء الشعب الفلسطيني والوطن العربي، وقدّم للحلقة مدير عام مركز الزيتونة الدكتور محسن صالح الذي أشار إلى أنّ هدف المركز من الحلقة دراسة أفق المرحلة المقبلة فيما خصّ التطوّرات في الضفة الغربية، وانقسمت الحلقة إلى جولتين تولّى رئيس تحرير جريدة السبيل الأردنية عاطف الجولاني إدارة الجولة الأولى وتحدث فيها عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران وأشار إلى أنّ المقاومة إرث لدى الشعب الفلسطيني وأنّ كلّ جيل له بصمته الخاصة، كما أشار إلى أنّ هذه الجولة من المواجهة في الضفة تتصف بصفتي التنوّع وشبه التنظيم، ونوّه إلى احتمالات كبيرة لتوسّع المواجهة لأسباب عديدة أهمه انغلاق الأفق السياسي وفشل السلطة، كما أشار إلى عناصر سلبية أبرزها غياب الاستراتيجية الوطنية الواحدة، والتنسيق الأمني وعدم انتشار ظاهرة المقاومة في كلّ الضفة، وأنّ المطلوب هو دعم المقاومة والحفاظ على الاحتضان الشعبي.

من جهته أشار عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا إلى أنّ معركة سيف القدس كانت فاصلة وأن معركة وحدة الساحات عبّرت عن امتداد المقاومة، وأنّ العدو الإسرائيلي فشل في القضاء على المقاومة في جنين.

بدوره قال مدير مركز مسارات في الضفة الغربية هاني المصري إنّ المقاومة مستمرة وهي خيار مستمر للشعب الفلسطيني، وأنّ أداء السلطة الفلسطينية لم يكن بمستوى تقديمات الشعب الفلسطيني، كما أشار إلى أنّ إسرائيل مرعية من قبل الولايات المتحدة التي تتعهّد دائماً بحماية أمن إسرائيل واستمرارها، سائلاً عن الظروف الإقليمية والدولية ومدى تأثيرها على القضية الفلسطينية وزوال إسرائيل، منوّهاً إلى أنّ الهدف النهائي هو تحرير كل فلسطين في حين أنّ تحقيق التحرير المرحلي مهمّ أيضاَ.

بدوره العميد السابق في الجيش اللبناني أمين حطيط قال إنّ تكامل الساحات كان مهمّاً، واشار إلى أهمية وجود غرفة عمليات مشتركة، وبعد أن عرض قدرات كلّ من العدو الإسرائيلي والمقاومة، خلص إلى أربع سيناريوهات تحكم مستقبل المقاومة في الضفة، وهي: توقف التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، أو بقاء التنسيق الأمني الملتبس، أو استمرار التنسيق الأمني الفاعل بين السلطة والاحتلال والتضييق على المقاومة، أو إفراط إسرائيل في عملياتها بالضفة وهنا يمكن أن تدخل غزة وينفتح الموضوع على حرب واسعة، ورجّح حطيط السيناريو الثاني.

الجولة الثانية من حلقة النقاش أدارها أحمد عطاونة وطلب فيها من أصحاب الأوراق التركيز على استشراف المرحلة المقبلة.

ساري عربي أشار إلى إشكاليات أبرزها : الفوارق الهائلة بين الفلسطينيين والصهاينة، غزة والضفة، ثم التعامل مع كل حلقة بشكل منفصل، وأشار إلى أنّ عوامل التثوير في الشارع الفلسطيني موجودة.

من جهته وليد عبد الحي دعا الإعلام الذي يساند المقاومة إلى التركيز على آثار العمليات وليس فقط على القتلى. وأشار إلى أنّ التعامل الدولي مع معركة جنين انقسم إلى دول مؤيدة غير فاعلة بشكل كبير على المسرح الدولي، ودول مؤيدة لإسرائيل وهي فاعلة على المسرح الدولي، ودول صامتة أبرزها روسيا والصين.

بدوره جواد الحمد أشار إلى محاولات دائمة لدى إسرائيل لاحتواء مواجهات الضفة الغربية مع أنّ عوامل استمرار المقاومة مستمرة ومتوفرة في الضفة، كما أشار إلى أنّ المعركة الأخيرة في جنين لم تأخذ حظّها من الاهتمام العربي والدولي. ودعا إلى انتفاضات مكانية (كل منطقة على حدة) معتبراً أن استخدام المستوطنين من قبل الحكومة الإسرائيلية يشكّل تحدّياً أساسياً أمام المقاومة في الضفة.

بدوره عدنان أبو عامر سأل عن هدف المقاومة في الضفة هل هو الاستنزاف أم الحسم؟ وهل المقاومة تحتاج إلى إحراق المراحل في الضفة أم إلى التدرّج؟ محذراً من أنّ الاحتلال يعمل على قضم تدريجي لنتائج معركة سيف القدس.

ثم كانت مداخلات لعدد من المشاركين بالحلقة ردّ عليها وأجاب عنها مقدّمو الأوراق وخلصت الحلقة إلى جملة توصيات ستكون بمتناول المهتمين وتصدر بشكل رسمي عن مركز الزيتونة.