وجّهت المقاومة الفلسطينية مجموعة رسائل عديدة وكثيرة من
خلال الوثائقي الذي بثّته قناة "الجزيرة" وحمل اسم "ما خفي
أعظم" وقدّمه الصحفي تامر المسحال الذي كان مراسلاً للجزيرة في غزة ذات يوم.
فقد كشف الوثائقي النقاب عن معلومات مهمّة حول القائد
العام لكتائب القسّام "محمّد الضيف" بخلاف كلّ الإشاعات السابقة حول
اغتياله وصحّته وشلله وأنّه يقود المقاومة من على كرسي متحرك، فإذا بالوثائقي يكشف
أنّ الضيف يتمتّع بصحّة جيدة، ولا يشكو من أي شيئ، وأنّه كان خطّط لمعركة
"طوفان الأقصى" وكان يديرها.
كما كشف الوثائقي جانباً آخر من حياة رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس يحيى السنوار الذي حاول الإعلام الإسرائيلي تشويه صورته وإثارة
الشائعات حول اختفائه واختبائه تحت الأرض في الأنفاق، فإذا بالوثائقي يكشف أنّ
السنوار كان يجول على المقاتلين ويتجوّل في الميدان بين الأبنية المهدّمة، ويواجه
قوات الاحتلال ببندقيته الفردية.
أكّد الوثائقي أنّ كتائب القسّام وضعت محور المقاومة في
المنطقة في صورة توجّهها وقرارها ولم تخفي عنه ذلك بخلاف الصورة التي تشكّلت خلال
فترة الحرب، غير أنّها احتفظت لنفسها بتوقيت ساعة الصفر وجعلتها في أضيق دائرة حتى
ضمن حركة حماس وكتائب القسّام، وهو ما أعلنه عضو المجلس العسكري في حماس القائد
"عزّ الدين الحداد".
كشف الوثائقي أنّ معركة "طوفان الأقصى" كانت
معركة استباقية بعدما توفّرت لدى قيادة المقاومة معلومات عن نيّة الاحتلال شنّ حرب
واسعة على غزة بهدف استئصال المقاومة وذلك في الاجتماع الموسّع الذي عقده رئيس
حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع القادة العسكريين والأمنيين في الأول من أكتوبر
2023، وهو ما اعترف به رئيس جهاز الشاباك لدى قوات الاحتلال في وقت سابق خلال
الحرب.