أبي المنى في دار الفتوى : للحفاظ على قيمنا وأخلاقنا وتسهيل الأمر أمام من يريد مساعدتنا
أيلول 29, 2023

قام شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، في إطار التهنئة بتعديل المرسوم 18 وتمديد ولاية المفتين بما فيها ولاية مفتي الجمهورية، والتهنئة أيضاً "بذكرى المولد النبوي الشريف، ولتبادل الرأي حول قضايا تهمنا معاً".

وشدد الشيخ أبي المنى على أنّ "التحديات كبيرة وتتطلب منا الجهد والعمل المشترك لمواجهتها، اليوم يجب أن نختار، هل نختار كما قلت للمفتي، الحوار أم نختار الانهيار؟ هل نختار الحوار أم نختار العناد والإصرار؟ نحن نحض على الحوار، لكننا لا نتدخل في شكل هذا الحوار وفي أي إطار يكون، بل نحض على الحوار والتلاقي، لأن هذا اللبنان المتنوع يحتاج إلى حوار، التنوع بحد ذاته هو طاولة حوار يجب أن نلتقي حولها".

ولفت ابي المنى، إلى أنّه "يجب أن نعمل معًا لسد الفراغ، للخروج من هذه الحالة غير الطبيعية في لبنان، لانتخاب رئيس جمهورية يتحمل المسؤولية، كما ورد في رسالة المفتي في ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي حث أهل السياسة على تحمل مسؤولياتهم، في وقت يئنّ الناس فيه ويجوعون ويطالبون، والسياسيون يختلفون حول هذا الشكل أو ذاك، لا بد من النقاش والتشاور والحوار، هذا على مستوى الدولة".

وأوضح الشيخ أبي المنى أنّ "على مستوى المرجعيات الروحية، فثمة تحديات يجب ان نتصدى لها حول الانهيار الاخلاقي والخروج عن القيم الأخلاقية والاجتماعية تحثنا أيضًا وتدعونا إلى التلاقي وإلى الحوار وإلى عقد لقاءات على مستوى أعلى، لصد هذه الهجمات. نحن نتمسك بالقيم الروحية ونتمسك بالتربية التي تحفظ هذه القيم، لأنَّ بحفظها نحافظ على المجتمع وعلى الوطن. أما إذا انهارت الأخلاق والقيم واستولى الشذوذ على الدولة، فمصيرنا إلى انهيار أكبر. هذا ما أكدناه، وما نتلاقى عليه دائمًا".

وأكّد الشيخ أبي المنى على أنّ "المسؤوليات كبيرة ولكن التوجه واضح من قبلنا ومن قبل المفتي، ومن جميع المرجعيات الروحية لنلتقي قريبًا وقريبا جدا، بهدف مواجهة هذه التحديات بكلمة مسؤولة وطيبة نابعة من قيم الأديان التي ننتمي إليها".

وحول المبادرات الخارجية، أشار إلى أنّ "لبنان بحاجة إلى مبادرات خارجية، ولبنان يتعلق بالخارج ويحتاج إلى دعم الخارج ولكن بالدرجة الأولى ينتظر تفاهمًا داخليًّا، فإذا انتظرنا الخارج ولم نُقدِم على خطوة في الداخل، فهذا خطأ وسيطول الانتظار، ولكن إذا كان هناك مبادرات داخلية ومن تلاقٍ داخلي فهذا يسهل عمل الخارج"، موضحًا: "طبعًا هذا أمر يتعلق بالسياسيين وليس بنا، ولكن نحن نحض على القيام بمبادرات داخلية، وعلى تسهيل الأمر على الخارج الذي بدوره يريد مساعدتنا شرط أن نتلاقى داخليًا فيما بيننا".

ورأى الشيخ أبي المنى أنّ "الدول العربية معنية، ولبنان معني بعمقه العربيّ، ولا يمكن أن يخرج عن هذا العمق العربي، ومنذ أيام كنا في ذكرى العيد الوطني السعودي، وأكد سعادة السفير اهتمام المملكة العربية السعودية بالوضع اللبناني، ونحن ندعوهم لئلا يتخلوا عن لبنان، فلبنان لا يمكن أن يدار الظهر له ويترك اللبنانيون ليحلوا أمورهم بأنفسهم، فهم لا يستطيعون في ظل التعقيدات الكثيرة في المنطقة، لذا كان على الدول العربية أن تتولى المسؤولية وعلينا ان نبادر ونمهّد الطريق لأي تدخل ومساعده".