أهداف إسرائيل "الخفية" للبقاء في مواقع حدودية جنوبي لبنان
شباط 22, 2025

يستكمل الجيش اللبناني انتشاره في جميع البلدات الحدودية الجنوبية التي انسحبت منها إسرائيل بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)، في وقتٍ لا يزال فيه جيش الاحتلال يتمركز في نقاط حدودية عدّة، ويتمادى في خروقاته واعتداءاته، محاولاً في الوقت نفسه فرض حرية حركة له في لبنان.

وفي قراءة عسكرية لبقاء إسرائيل في المواقع الحدودية جنوبي لبنان، أوضح منسّق الحكومة اللبنانية لدى يونيفيل سابقاً، العميد منير شحادة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "مسألة بقاء إسرائيل في نقاط خمس لا تزال قيد التحقيق، إذ يُحكى عن وجودها في سبع تلال وليس فقط 5، وهي من الشرق إلى الغرب، الحمامص، وكفركلا – العديسة، والدواوير، وجل الدير، وجبل بلاط، والبطيشية، واللبونة".

وأشار شحادة إلى أنّ "الأعذار أو الأهداف الظاهرة التي تعلن عنها إسرائيل للبقاء في هذه النقاط غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، إذ أولاً على صعيد ادعاء أن هذه التلال هي حاكمة وتستطيع أن تسيطر من خلالها على كامل قطاع جنوب الليطاني من الغرب وحتى الشرق، فإننا في عصر لا تحتاج فيه الجيوش إلى التمركز على تلال حاكمة بغية السيطرة، وذلك في ظلّ وجود الطائرات المسيّرة، والأقمار الصناعية، والأسلحة الذكية". وأردف: "الأمر نفسه ينطبق على عذر حماية المستعمرات (المستوطنات الإسرائيلية) في شمال فلسطين المحتلة، إذ هناك 100 مركز عسكري إسرائيلي منتشرين من الغرب وحتى الشرق، لتأمين هذه الحماية، ما ينفي الحاجة إلى تمركز جيش الاحتلال في نقاط خمس أو سبع لحمايتها".

في المقابل، لفت شحادة إلى أنّ "هناك أهدافاً غير معلنة وخفية وراء إصرار إسرائيل على البقاء في هذه المواقع، منها، أولاً، القول للبنان والمجتمع الدولي بأنّ الخط الأزرق الذي كنا نتباحث بشأنه طيلة فترة السنوات الماضية، انطلاقاً من عام 2007 تاريخ توقيع القرار 1701 الذي أنهى حرب يوليو، وحتى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أصبح خلفنا، وهناك خط انسحاب جديد فرضه الأمر الواقع الإسرائيلي، وهو امتداد هذه النقاط الخمس أو السبعة من الغرب وحتى الشرق".

وأضاف: "من الغرب بعمق 300 متر داخل الأراضي اللبنانية، وفي الوسط يصل من 900 متر إلى كيلومتر، وفي الشرق قد يصل حتى 2 كيلومتر"، مشيراً إلى أن "هذا الخط الجديد يصح عليه التعبير "أزرق برايم"، يعني القول للبنان بطي صفحة الخط الأزرق السابق، والمرحلة اليوم للتباحث بخط انسحاب جديد". ثاني هدف، بحسب شحادة، يتمثل في "الضغط على المقاومة وابتزازها، بأننا لن ننسحب من هذه النقاط قبل أن تُجرَّد من سلاحها أو تقوم الدولة ممثلة بالحكومة اللبنانية بتجريدها حتى في شمال الليطاني".

أما الهدف الثالث العسكري الخفي، يتابع شحادة فـ"يرتبط بالواقع الجديد أيضاً في سورية، إذ إنّ إسرائيل تقدّمت من الجولان باتجاه الشمال ووصلت إلى بعد كيلومترات من دمشق، بحيث استحدثت سبع نقاط جديدة تمتد من الغرب وحتى الشرق في الأراضي السورية، في الجولان وحتى الشرق، تصل إلى حدود الأردن، وهي واضحة بصور الأقمار الصناعية"، مشيراً إلى أنّ "هذه النقاط المستحدثة في سورية وأيضاً في لبنان تعتبر بمثابة خط جديد لإسرائيل للبناء عليه للمرحلة القادمة في ظل تخطيط إسرائيلي للتوسّع وبدء الخطوات الأولى لإنشاء إسرائيل الكبرى".

التحقيق لريتا الجمّال

المصدر : العربي الجديد