قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في كلمة له من
ساحة الشهداء في ذكرى اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، إنّه
"كثرت الأزمات، وآخرها وأخطرها، حرب إسرائيلية مجنونة، مجرمة، استهدفت بلدنا
وقتلت أهلنا، ودمرت بيوتهم ومؤسساتهم ومزروعاتهم ومجتمعهم، وكما أنحني أمام كل
الشهداء من أهلنا في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية وكل المناطق، أرفع رأسي
بالتضامن الذي عبرتم عنه خلال الحرب، عندما فتحتم بيوتكم للمنكوبين واستقبلتم
النازحين وقلتم بالفعل وليس بالكلام: "لبنان واحد واللبنانيون جسم
واحد".
وتابع :"ما كانت مسؤوليتنا جميعا أن نواجه العدوان،
مسؤوليتنا جميعا أن نرمم الجسم اللبناني الواحد ونعيد إعمار المناطق المدمرة،
لتعود الزراعة والصناعة والسياحة والمؤسسات فيها توفر العمل والحياة الكريمة
لأهلنا اللبنانيين".
واعتبر الحريري أنّ "لبنان لديه فرصة ذهبية: بات
لدينا رئيس جمهورية، وحكومة جديدة، وأمل جديد عبّر عنه خطاب القسم للرئيس جوزاف
عون، وبيان رئيس الحكومة نواف سلام. هذا أملنا أن يتحقق"، مضيفا
:"أمامنا فرصة وقرارنا أن ندعم ههذه الفرصة، ونرفض ثم نرفض أي محاولة
للالتفاف عليها".
أضاف :"أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية أقول:
أنتم شركاء في هذه الفرصة ومن دونكم لا يمكن أن تتحقق. لكن يجب أن تكسروا أي
انطباع من السابق بأنكم قوة تعطيل واستقواء وسلاح. أنتم شركاء في فتح جسور العلاقة
مع الأخوة العرب وشركاء في إعادة الإعمار، والأهم: أنتم شركاء بقوة في إعادة
الاعتبار للدولة، التي وحدها بجيشها وقواها الأمنية ومؤسساتها، تحمي اللبنانيين،
كل اللبنانيين".
كما اعتبر الحريري أنّ "المشكلة مع نتانياهو هي
الهروب من المسؤولية، الهروب من السلام إلى الحرب، مشكلة احتلال وقتل وتشريد شعب،
ولا يمكن أن تحل لا على حساب مصر ولا على حساب الأردن ولا من حساب السعودية".
واكد الحريري "اننا ندعم العهد والحكومة ولكل مجهود
لنبني دولة طبيعية وعلاقات طبيعية مع عائلتنا العربية والمجتمع الدولي ولنستعيد
دور لبنان في المنطقة والعالم، ونحن مع الدولة وجيشنا الوطني، ومع كل مجهود يقومون
به لفرض تطبيق وقف اطلاق النار والقرار 1701 كاملا، أي خروج الاحتلال الإسرائيلي
من كل القرى التي لا يزال موجودا فيها".
وختم الحريري بالتأكيد على أن "تيار المستقبل، وهذا
الجمهور، جمهور رفيق الحريري، باق هنا، وباق معكم، وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات
الوطنية، وكل المحطات المقبلة، وباق إلى جانبكم وسأكمل معكم لنكمل سوية بوصية رفيق
الحريري، ومسيرة الاعتدال، والعيش المشترك، ولبنان اولا".