انتقد مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد راغب قباني
الدعوات والمحاولات الهادفة إلى إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور، وقال قبّاني في
تصريح : "في غمرات ما يشهده لبنان اليوم من استنزاف واهتراء على كل صعيد لا تزال
ترتفع بين وقت وآخر أصوات تدعو إلى تعديل دستور اتفاق الطائف، بينما المطلوب إقلاع
الدّاعين إلى تعديلهِ عن أفكارهم الجنونية وإغلاق باب الخلافات وتصفية الحسابات بين
اللبنانيين حفاظًا على وحدتهم ووحدة وطنهم وإنقاذه وطنياً وسياسيًا وماليًا واقتصاديًا
وحياتيًا من الانهيار لا دفعه نحو الهاوية من جديد بالدعوة إلى تعديله".
ولفت الشيخ قباني الى "إن دستور اتفاق الطائف قد أرسى
العدالة بين اللبنانيين رغم جُحود المكابرين وأغلق باب حروب الفتنة الطائفية والمذهبية
بينهم، وهاهُمُ اللبنايون اليوم يعانون من الجوع والبطالة والغلاء الفاحش وانعدام النقود
في أيديهم، وغياب أسباب الحياة الكريمة التي فقدوها، وبدأوا يهاجرون من وطنِهِم مع
عائلاتهم وأطفالهم في مراكب الموت، ويغرقون ويموتون بسبب تورط ساستهم في صراعات المحاور
الخارجية".
وتابع: "وأخيرًا لا آخرًا، فإن فتح باب تعديل دستور
اتفاق الطائف هو مطلب شيطاني أجنبيّ لاستنزاف لبنان وجرّه إلى مَزيدٍ من ويلات الربيع
اللبناني المتصاعدة عليه كَمَا جرَّ الربيع العربي الويلات على العديدِ من بلاد العرب،
إننا نحن المسلمين في لبنان نقف جبهة واحدة وإلى جانب ممثلينا في السلطتين التشريعية
والتنفيذية دفاعًا عن نهائية اتفاق الطائف، وفي جهوزية للتصدي لمحاولات تغييره أو تعديله
حفاظًا على كيان لبنان وانتظام حكم المؤسسات فيه وعلى صيغة العيش المشترك ومستقبل أبنائنا
فيه. حفظ الله لبنان، وما توفيقي إلَّا بالله".