تطوّرات مهمّة شهدتها الجبهة مع الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس تمثّل بحدثين بارزين: الأول هو مقتل ستة جنود إسرائيليين في المواجهات البريّة في إحدى القرى القريبة من بنت جبيل، وجرح أربعة آخرين، والثاني : قيام حزب الله بقصف وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب مرتين بصواريخ نوعية.

فقد أعلن حزب الله أمس استهدافه للمرة الأولى على دفعتين، قاعدة الكرياه في تل أبيب، والتي تضمّ مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربية لسلاح الجو. وقال حزب الله في بيان إن‏ المقاومة الإسلامية شنّت ، وللمرّة الأولى، هجوماً جوياً بسربٍ من المسيّرات الانقضاضية النوعية، على قاعدة الكرياه في مدينة تل أبيب، وأصابت أهدافها بدقة".

وفي بيان لاحق، قال حزب الله إنه أعاد قصف القاعدة بصواريخ باليستية من نوع "قادر 2"، أصابت أهدافها بدقة، ويُعدّ صاروخ "قادر2" من الصواريخ التي تتميّز بالقدرة على المناورة وإصابة الهدف بدقة تصل إلى خمسة أمتار مربعة.

كما قصف حزب الله قاعد غيليلوت التي تضم الوحدة الاستخبارية 8200 جنوب تل أبيب، فضلاً عن إطلاق رشقات صاروخية كثيفة نحو قواعد عسكرية في شمال وعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جهتها اعترفت قوات الاحتلال بمقتل ستة جنود في مواجهات بريّة في جنوب لبنان من المساف صفر.

بينما قامت الطائرات الحربية بشنّ سلسلة غارات استهدفت مباني في حارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

على صعيد مساعي وقف إطلاق النار، أفاد موقع واينت العبري نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمّه، بأن المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن التوصّل إلى تسوية في لبنان، باتت في مراحلها النهائية، وذكر المسؤول أن في صلب المحادثات "وثيقة جانبية"، تهدف إلى ضمان حرية "العمل" الإسرائيلية في حالة ما قد تعتبره دولة الاحتلال انتهاكات من جانب لبنان. وأكد المسؤول الإسرائيلي أن "هذا هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل".

وتابع المسؤول: "لدينا تفاهمات واضحة مع الأميركيين. في حالة نقل أسلحة من سورية، وإعادة تسلّح حزب الله، أو محاولات هجوم، سنحصل على الدعم للعمل (أي شن هجمات)".

وتشمل النقاط الأساسية للتسوية التي تتم صياغتها، انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، ومنع نقل الأسلحة من الأراضي السورية. وتجدر الإشارة إلى أنّ المسؤولين في لبنان ينفون أيّ علم لهم بهذه المفاوضات وينتظرون ما سيطرح عليهم من الجانب الأمريكي للبناء على الشيء مقتضاه.