انتخابات الشوف .. الأنظار تتجه إلى مؤيدي المستقبل
أيار 06, 2022

قبيل أيام قليلة من اليوم الانتخابي المنتظر في الخامس عشر من أيّار الجاري، وبعد أن انطلقت الانتخابات في الدول العربية اليوم الجمعة في السادس من أيّار، تعيش بعض الدوائر الانتخابية حالة من حبس الانفاس واستخدام كلّ الإمكانات المتوفّرة والمتاحة لدى المرشحين والقوى السياسية والحزبية من أجل حسم المعركة الانتخابية لصالحها، خاصة وأنّ بعض هذه الدوائر تكاد تكون المعركة الانتخابية فيها على الصوت الواحد.

دائرة الشوف – عاليه إحدى هذه الدوائر التي تعيش هذه الحالة حيث تشهد تنافساً انتخابياً حامياً بين لائحتي الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية من ناحية، والتيار الوطني الحرّ والنائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهّاب من ناحية ثانية، وما بينهما من لوائح أخرى تجمع المرشحين المستقلين أو الآخرين المحسوبين على المجتمع المدني أو على قوى سياسية آخرى.

وأمام مشهد إعلان تيار المستقبل أحد أبرز القوى السياسية في الشوف، سيّما في إقليم الخروب، تعليق العمل السياسي، وبالتالي عدم ترشّح القيادي في التيار النائب محمّد الحجّار للندوة النيابية هذه الدورة التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري، فإنّ الأنظار تتجه لدى معظم القوى السياسية نحو مؤيدي وجمهور تيار المستقبل لكسب رضاهم والحصول على تأييدهم في اليوم الانتخابي، وفي هذا السياق ما يزال الحزب التقدمي الاشتراكي الذي رشّح على لائحته سعد الدين الخطيب يحاول جاهداً إقناع قواعد وأنصار المستقبل بالتصويت لصالح لائحته ومنح الصوت التفضيلي للنائب مروان حمادة والمرشح الخطيب أو النائب بلال عبدالله، غير أنّ كلّ المحاولات التي بذلها الزعيم وليد جنبلاط والقيادات الاشتراكية في الإقليم لم تفض حتى الآن إلى إقناع جمهور المستقبل.

في مقابل ذلك تحاول اللائحة المشكّلة من تحالف التيار الوطني الحرّ – أرسلان – وهّاب تخفيف التوتر قدر الإمكان مع الناخب السنّي في إقليم الخروب لا سيّما مع أنصار المستقبل مع تقديم وعود ومساعدات مباشرة للكثيرين بهدف كسب ما أمكن من قاعدة المستقبل إلى جانبهم، ويعمل على هذا الخط بشكل حثيث الوزير السابق وئام وهّاب، إلاّ أنّ كل الجهود المبذولة حتى الساعة ما تزال نتائجها خجولة.

المفاجأة التي بدأت تشق طريقها في دائرة الشوف هي في إفصاح الكثيرين من كوادر المستقبل في الإقليم عن توجههم لمنح صوتهم التفضيلي إلى مرشح الجماعة الإسلامية في الدائرة، الطبيب الشاب ابن بلدة برجا محمّد عمّار الشمعة، وهو وجه شبابي جديد قدّمته الجماعة ممثلاً للشباب الذين كان لهم دور وإسهام كبير في انتفاضة السابع عشر من تشرين في وقت غيّبت القوى السياسية الأخرى الوجه الشبابي عن ترشيحاتها. وقد نُقل عن العديد من كوادر المستقبل في الإقليم أنّ صوتهم سيكون للشمعة وأنّ توجّه أغلب أنصار المستقبل سيصب بهذا الاتجاه.

والجدير ذكره أنّ المرشح الشمعة زار مع وفد من قيادة الجماعة في الإقليم النائب محمد الحجّار في منزله قبل أيام، وقد أبدى الحجار اهتماماً لافتاً بزيارة الشمعة ووفد الجماعة، كما نقل بعض الذين حضروا اللقاء من أنصار المستقبل أنّ جوء اللقاء كان وديّاً وقد أشاد النائب الحجار بدور الجماعة في الإقليم خلال فترة كورونا وخلال الأزمة الاقتصادية وأنّها خير من يمثّل الإقليم في هذه الدورة. وفي هذا السياق لاحظ بعض المتابعين أنّ كوادر مهمّة في المستقبل ومن المقربين للنائب الحجار رافقت المرشح الشمعة في بعض زياراته في الإقليم حتى أنّها تولّت إلى جانب قيادة الجماعة ترتيب وتنظيم بعض اللقاءات والزيارات.

وبالعودة إلى لائحة الحزب التقدمي الاشتراكي فقد لفتت مصادر في الإقليم إلى أنّ جنبلاط لن يكون مزعوجاً في حال فاز مرشح الجماعة في الشوف على حساب المرشح سعد الدين الخطيب، غير أنّ ما يزعجه ويقلقه بشكل حقيقي هو أن يفوز الوزير وئام وهّاب على حساب النائب المستقيل مروان حمادة، وهو يدرك (جنبلاط) أنّ فوز الشمعة سيعزز من شراكة الحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلامية في الشوف استكمالاً للتحالف الانتخابي بينهما في البقاع الغربي – راشيا، وأنّ كلا الفريقين متفقان في القضايا الوطنية الكبرى والاستراتيجية التي تعني الأزمة.