باسيل : الأزمة أبعد من رئاسة جمهورية .. إنّها أزمة كيان ووطن
حزيران 20, 2023

رأىرئيس "التيار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل أنّ الفراغ الذي يعيشه لبنان هو بسبب الدستور وتركيبة لبنان، وأشار إلى أنّه بغياب الرّاعي الخارجي نحتاج إلى توافق داخلي، وأنّ الحلّ برأينا هو بانتخاب مباشر من الشّعب".

باسيل رأى أيضاً في حديث تلفزيوني، أنّ "الأزمة أبعد من رئاسة الجمهورية، وهي أزمة كيان ووطن ودولة"، مركّزًا على أنّ "أزمات المنطقة تنعكس على لبنان، ونحن في ملعب الآخرين، والحلّ هو بتحييد هذا الكيان وليس حياده عن أزمات الخارج والصّراعات الّتي لا نفع له فيها، باستثناء إسرائيل الّتي هي عدوّ، وسوريا الّتي هي جارة".

كما أكّد باسيل على أنّ "هناك أزمة نظام في البلد، والحلّ ليس التّقسيم، فنحن مؤتمنون على لبنان بكامله، كما أنّ الفدراليّة غير ممكنة جغرافيًّا ومرفوضة مذهبيًّا، مع العلم أنّنا لسنا ضدّها من ناحية المبدأ. لذا ما يبقى هو النّظام الطّائفي أو النّظام المدني، لكنّ النّظام الطّائفي لا يدوم ويؤدّي إلى صراعات لا تنتهي؛ لذا لا يبقى سوى الدّولة المدنيّة".

وأشار باسيل إلى أنّ "إلى جانب ما يُسمّى بأزمة النّظام، هناك أزمة الدّولة الّتي ينخرها الفساد، وهذا يتطلّب الخروج من مبدأ الإفلات من العقاب، وما دمّرنا اليوم على الصّعد كافّة هو الفساد الّذي لا رادع له، لأنّ حمايته طائفيّة. لكن للحفاظ على فرادة لبنان، لا خيار لدينا إلّا البحث عن كيفيّة إدارة اختلافاتنا بالتّوافق لا بالطّلاق... واللّامركزيّة شكل من أشكال إدارة تمايزاتنا".

وشدّد على أنّ "لا أحد من الأفرقاء الثّلاثة، إن كان الممانعة أو المواجهة أو فريقنا قادر أن يأتي برئيس للجمهوريّة لوحده، ومن هنا استراتيجيّتنا هي التّوافق، فأيّ انتظار مميت وقاتل أكثر للشعب اللبناني، وجلسة مجلس النّواب الأخيرة لانتخاب رئيس كرّست أنّ من كان يقول إنّ لديه مرشّحًا يملك 65 صوتًا لم يكن على حقّ. ونحن أيضًا لو حصل مرشّحنا على 65 صوتًا، هل كنّا سنعلنه رئيسا؟ طبعًا لا، علمًا أنّ كثيرين لم يحسموا رأيهم هذه المرّة لأنّهم لم يعتبروا الجلسة نهائيّة؛ لذا يجب أن نلجأ إلى التّوافق".

كما بيّن أنّ "الـ59 صوتًا لا توازي الـ51 صوتًا، للقول إنّ هناك تعادلًا سلبيًّا بين المرشّحَين الرّئاسيَّين. يجب أن يكون هناك إقرار بأنّ لا أحد يمكنه فرض مرشّح على الفريق الآخر، أو الإتيان بالرّئيس الّذي يريده إلّا بالتّوافق"، موضحًا أنّ "أولويّتنا اليوم في البلد بظلّ التّفاهمات الّتي تحصل في المنطقة، هي قيامة الدّولة وتحصين الاقتصاد، فالمقاومة حمت لبنان وهناك ترجمة فعليّة للاستقرار في الجنوب، لكن اليوم أراهن على عقلانيّة "حزب الله" بأن يضع مصلحة لبنان قبل كلّ شيء".

وكشف باسيل أنّ "أزمة الثّقة مع رئيس حزب "القوّات اللّبنانية" سمير جعجع عمرها 60 سنة وليس 6 سنوات. إلى ذلك، أكّد أنّ "لا ثقة اليوم بحزب "القوّات"، ولكنّ المسؤوليّة تحتّم أن نضع العواطف جانبًا، والتّفاهم المسيحي- المسيحي أولويّة"، مقترحًا "إطلاق آليّة تفاهم داخلي رئاسي، لإقفال الأبواب على التّدخّل الخارجي.

وأعلن أنّ "طرح الانتخابات النيابية المبكرة الّذي ناقشه نائب رئيس مجلس النّواب الياس بو صعب مع رئيس المجلس نبيه برّي، مردود، فالحلّ اليوم ليس بالانتخابات. وإن كان هذا الطرح رسالةً من برّي، أقول إنّ نوّابنا نجحوا بأصواتنا، ولكن طبيعة قانون الانتخاب تفرص تأمين الحواصل بالدّخول في لوائح، وهذا ما فعلناه وهذا ما فعلته "القوّات" للفوز بنوّابها في طرابلس وصيدا-جزين والبقاع الشمالي وغيرها... الحاصل يتأمّن باللّائحة، أمّا الفوز فيتمّ بأصواتنا وهذا أمر واضح وهو ما حصل".