أشار وزير الخارجية في حكومة
تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب في كلمة له أمام مجلس الأمن خلال الجلسة المخصصة
حول الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والتي انعقدت بدعوة من الجزائر، أشار إلى
أنّ أحداً في هذا العالم لم يعد بأمان بعد الهجمات الإلكترونية التي حصلت مؤخرا في
لبنان وفاقت الخيال والتصور، وما نتج عنها من ضحايا مدنيين أبرياء بالآلاف من
الجرحى، ومنهم أيضا ضحايا من الأطفال، والنساء، والشيوخ. ورأى بو حبيب أنّ مسؤولية
مجلس الأمن ليست فقط تجاه الأبرياء اللبنانيين الذين سقطوا ظلما، بل بإتجاه
الإنسانية جمعاء. وقال : إذا مر هذا العمل الإرهابي في مجلسكم مرور الكرام، بلا
محاسبة، وتم تجهيل الفاعل، وعدم ردعه وإدانته، وإرغامه على وقف هكذا إعتداءات، فإن
مصداقية هذا المجلس، والقانون الدولي، وشرعة حقوق الإنسان، في خطر محدق.
وسال بو حبيب "اليس هذا
الإرهاب بعينه عندما يتم إستهداف شعب بكامله في مدنه، وشوارعه، وأسواقه، ومحلاته،
وبيوته وهم يقضون إحتياجاتهم، ولا يقاتلون على الجبهات. يكفي لفهم ما حصل أن نتأمل
بهوية الضحايا. فهل أصبح المطلوب اليوم إبادة وإعاقة الشعب اللبناني كعقاب جماعي.
وأكّد بو حبيب على أنّ
إسرائيل لن تستطيع إعادة مستوطنيها إلى الشمال بالقوة العسكرية، وقال: لقد بح صوت
اللبنانيين حكومة وشعبا بأننا لسنا هواة حرب، ولا سعاة ثأر، بل نطالب بالعدالة
والحل الدبلوماسي، وعودة النازحين الى قراهم. فلتعلم إسرائيل ومهما بلغت قوتها
العسكرية والتكنولوجية بأنها لن تعيد نازحيها الى قراهم بقوة السلاح، بل ستهجر من
لم يتهجر بعد إذا وسعت إعتداءتها، وبأنّه لا مكان لها في هذا الشرق إلا بالتصالح
مع شعوبه، وليس فقط مع حكامه، من خلال إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة ودولتهم
الموعودة من هذه المنظمة بالذات.