تتصاعد المواجهات عبر الحدود
الجنوبية مع فلسطين المحتلة بشكل غير معهود من قبل، وتتبادل المقاومة وقوات
الاحتلال إطلاق النار والصواريخ بشكل كبير وكثيف وأكثر توسّعاً عمّا كان عليه
سابقاً، وأمس استخدم حزب الله صواريخ مضادة للطائرات حيث استهدف بها طائرات حربية
إسرائيلية كانت تنوي الإغارة على مكان ما في الجنوب. هذه المواجهات بهذه الطريقة
تكشف عن هشاشة الوضع وإمكانية انزلاق الأمور إلى حرب مفتوحة، وهنا تكشف بعض
المعطيات والأخبار عن نوايا "إسرائيل" بهذا الخصوص.
فقد لفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"،
عاموس هرئيل، إلى أن التهديدات التي أطلقها رئيس الأركان الإسرائيلي وقادة عسكريون
آخرون، فضلاً عن المستوى السياسي ليست عفوية، وإنما تصدر بهدف التغطية على إخفاق
الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة، والذي باستثناء القتل الواسع والدمار الشامل
لم يحقق أيا من أهداف الحرب، بالقضاء على حماس وإعادة الاسرى في قطاع غزة منذ 7
تشرين الأول.
وأضافت الصحيفة أن "قسما من صناع القرار يشكك في
إدراك معنى خطوة كهذه من جانب الذين يدعون إلى ’ضربة ساحقة بلا كوابح على حزب
الله’، ولمستوى الوعي حيال الدَين الذي سيُجبى من الجبهة الداخلية إثر دعوات كهذه".
وفي السياق أفاد موقع "أكسيوس" عن مسؤولين
أميركيين، بأن "إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن أبلغت إسرائيل تخوفها أن حربا
محدودة بلبنان خيار غير واقعي"، لافتا الى أن "إدارة بايدن حذرت إسرائيل
من أن غزواً برياً للبنان حتى وإن كان محدوداً قد يدفع إيران للتدخل".
وفي وقت سابق، حذرت وزارة الخارجية الأميركية من أن
تصعيداً في لبنان سيعرض أمن إسرائيل للخطر، ولفتت الى ان التوصل إلى وقف إطلاق
النار في غزة سيقود إلى تهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. واستطردت
"لا نريد تصعيد الصراع على حدود لبنان وإسرائيل لتجنب سقوط المزيد من الضحايا
من الجانبين". واشارت الى اننا نسعى للوصول إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل
ولبنان.
هل هذا يعني أنّ قراراً عند المستوين السياسي والعسكري
الحاكم في إسرائيل قد اتخذ بتوجيه ضربة أو توسيع الحرب باتجاه لبنان؟! أم أنّ
الأمر لا يعدو كونه نوعاً من الحرب النفسية لدفع الأطراف المقابلة في لبنان أو في
فلسطين لتقديم تنازلات بهدف إنهاء الحرب لصالح إسرائيل؟!