توقّع رئيس حزب القوات اللبنانيةسمير جعجع،
أن "يذهب الوضع في جنوب البلاد حيث المواجهات بين "حزب
الله" وإسرائيل،
إلى مزيد من التفجر، وأن نكون على أبواب تصعيد أكبر من التصعيد الذي نراه راهناً"،
مبديًا أسفه لأنّ "هناك من يأخذ لبنان إلى المجهول". بحسب تعبيره.
وأعرب جعجع في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"،
عن اعتقاده أن "حرب الجنوب اللبناني لا ترتبط بحرب غزة وحدها، فنحن الآن،
وبسبب ارتباطات "حزب الله"، مربوطون من البحر الأحمر إلى مضيق باب
المندب، إلى مضيق هرمز والعراق وسوريا، وصولاً إلى لبنان. وهذا الترابط يضع البلاد
في موقع خطر"، مبيّنًا أنّه "إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه، فنحن
أمام حرب استنزاف لئيمة تكبّد لبنان أرواحاً بشرية من جهة، وخسائر اقتصادية من جهة
أخرى، واستنزاف على المستويات كافة".
جعجع اتهم الحكومة الحالية بارتكاب جريمة بحق لبنان
وقال: "العدد الأكبر في الحكومة الحالية هو من محور الممانعة أو هم مؤيدون
لهذا المحور، لذا هم فرحون بما يحصل، وهم يرتكبون جريمة كبيرة بحق لبنان".
كما نبه إلى أن "التهديدات التي وجهها الأمين
العام لـ"حزب الله" السيد حسن
نصرالله إلى دولة قبرصالمجاورة، والسيناريو الناجم عنها، مخاطرة كبيرة جداً"، مشدّدًا على أن
"الشعب اللبنانيلم يعد يقوم بردات فعل كبيرة لسبب بسيط، إذ إنه موجود بالمصيبة. ولا يوجد مصيبة إلا
وهناك أخرى أكبر منها، وبتقديري أن الأمور تسير نحو مصيبة أكبر". وأشار إلى
"أنّني لا أستطيع أن أفهم لماذا نهاجم اليوم دولةً كقبرص... إنها تصرفات غير
محسوبة وغير مسؤولة. قبرص هي دولة الجوار الوحيدة من دون مشاكل معها".
واستنتج جعجع من مسار الحوار أن "هناك حساباً
واحداً في لبنان اليوم، عنوانه: ما هو الأفضل للمصلحة الاستراتيجية لإيران"،
لافتًا إلى "أنّني أفهم أن يقوم الإيرانيون بحسابات على أساس ما هو الأفضل لمصالحهم،
وهذا أمر طبيعي، ولكنّ فريقاً لبنانياً (حزب الله) يجرّ كل لبنان نحو ما فيه مصلحة
لإيران، هذا أمر غير مقبول".
من جهة ثانية، رأى أن "الانتخابات
الرئاسية كان يجب أن تحصل
قبل شهرين من نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ولكن للأسف من جديد محور
الممانعة، وأمام أعين العالم، يعطل الجلسات ولا يزال يعطلها حتى اليوم"،
موضحًا "أنّه لا يتوقّع طبعاً حصول اختراقات في الملف الرئاسي قريباً، لسبب
بسيط هو أن لدى محور الممانعة أولويات أخرى. وهو يعطل انتخاب الرئيس من خلال رئاسة
المجلس، ومن خلال انسحاب نوابه من جلسات الانتخاب".
وتابع: "المعادلة التي يضعها محور الممانعة
واضحة، فهو يقول لنا إما أن تنتخبوا مرشحي لرئاسة الجمهورية أو ما يوازيه، وإما أن
تبقوا من دون رئيس جمهورية. ونحن بالطبع لن ننتخب مرشحه بعد كل ما مر به لبنان.
نحن نضغط قدر الإمكان، نجرب، نبتدع خطوات ونتحاور، ولكن لن نقفز فوق الدستور. نجرب
أي أمر آخر لكي نخرق هذا الحصار، ولكنني أشك، لأن محور الممانعة أولوياته أخرى،
ولا يهتم بلبنان ولا بالرئاسة".