أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلة عبر
"هلا لندن" على أن سقوط نظام بشار الأسد له أهمية كبيرة كما فيه مصلحة للشعب
السوري، وهو يشكل مكسباً بحد ذاته بغض النظر عما يمكن ان يكون بعده.
ودعا جعجع إلى تطبيق القانون بحقّ الضباط السوريين الذين
فرّوا إلى لبنان بعد سقوط النظام، خاصة وأنّ بعضهم مطلوب للعدالة الدولية.
وعن تنفيذ قرار وقف اطلاق النار من الجانب اللبناني، أجاب
"الأمور لم تبدأ بعد، بالأمس حصل الاجتماع الأول للجنة الدولية للمراقبة، ومن
هذا اليوم علينا ان نبدأ بالحكم. ولفت جعجع إلى أنّ اتفاق وقف النار الذي وافقت عليه
حكومة حزب الله لحظ عدم وجود السلاح لا شمال ولا جنوب الليطاني، كما لحظ هذا الاتفاق
من هي القوى التي يحق لها حمل السلاح، وبالتالي أمر السلاح محسوم."
ورداً على سؤال، شدد جعجع على ان الحديث عن مناقشة استراتيجية
دفاعية بات "من مخلفات العهد الماضي، "خلص"، لقد اصبح من الماضي بتوقيع
حكومة الحزب لا بتوقيعي".
وعن امكان دمج عناصر حزب الله بالأسلاك العسكرية للدولة اللبنانية،
قال: "لست مع ذلك على الاطلاق لأن هؤلاء الشباب، مع اعترافي بقدراتهم الشخصية
القتالية الفردية، مؤدلجين "الى الآخر"، وإيديولوجيتهم تتجه بعكس منطق وجود
الدولة اللبنانية. فالعنصر الذي كان في ميليشيا الجيش الشعبي للحزب الإشتراكي مثلا،
يمكن ان يكون دخوله مفيدا الى الجيش، فهو لا يؤمن الا بالدولة اللبنانية. أما الوضع
فمختلف بالنسبة للعنصر الذي كان ضمن صفوف حزب الله، إذ لا يؤمن بوجود دولة لبنانية
إنما بوجود أمة حدودها معروفة بالنسبة له".
وفي ما يتعلق باقتراح انشاء لواء اقليمي في الجنوب تحت سلطة
الجيش من مقاتلي حزب الله، شدد على انه "عندها علينا المطالبة بألوية أخرى في
مناطق أخرى، الشيء بالشيء يذكر."
وفي موضوع الملف الرئاسي لفت جعجع إلى أنّ الكثير من المتغيرات
حصلت في منطقة الشرق الأوسط ولبنان. في لبنان المتغيرات مختلفة 180 درجة، لقد كان لبنان
في مكان وبات في مكان آخر تماماً، والترتيبات التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية في
27 تشرين الثاني الماضي اعادت لبنان الى اتفاقية الهدنة والى اتفاق الطائف، وعلى هذا
الاتفاق ان يطبق وان تصبح الدولة الوحيدة التي تحمل سلاحاً في لبنان. هذا من جهة، أما
من جهة ثانية فما حدث بالقرب منا في سوريا ليس تغييرا بسيطاً إنما زلزال، 50 سنة طبعت
التاريخ بأبشع الصور وانتهت، وبدأ العهد الجديد في سوريا، وما زلنا لا نعرف ملامحه
الاساسية، فهل يجوز بعد هذه المتغيرات كلها ان نستمر نحن نبحث برئاسة الجمهورية كما
كنا نبحث بها في السابق؟.
أضاف جعجع اليوم نفكر ونفتش عن رئيس يبدأ ببناء لبنان الجديد
انطلاقاً من كل التطورات التي حصلت، إن بالتغيير الداخلي الكبير أو بالتغيير على المستوى
السوري، وبالتالي مطلوب رئيس على قدر المرحلة.
ورداً على سؤال حول توقيت اعلان ترشيحه للرئاسة، أجاب جعجع:
"أعلن ترشحي عندما يكون هناك حد أدنى من الكتل النيابية مستعدة لتقبل هذا الترشح،
الترشح ليس بطولة، وإن كان هناك عدد مقبول من الكتل النيابية تتبنى ترشيحي وتتقبله،
أترشح طبعاً ومستعد لذلك، فنحن نعمل في السياسة لنكون في اكبر قدر من المواقع التي
تمكننا من تطبيق برنامجنا السياسي. واضاف: بيت القصيد اننا انتظرنا طويلا، والفريق
الآخر يعرف اننا قمنا بمفاوضات عدة ثم اوقفناها لنرى اين اصبحت نظرة الجميع لموضوع
الرئاسة. لكن فليكن واضحا، لم نعد في مرحلة البحث عن "سدّة قنينة" إنما في
مرحلة التفتيش عن رئيس فعلي يتلاءم والمرحلة الجديدة التي استجدت في لبنان والمنطقة."
وشدد على أن كل ما كان مطروحا في السابق رئاسياً أصبح من
الماضي، الأسماء التي طرحت في المرحلة الماضية كانت انطلاقا من المرحلة الماضية، أما
اليوم فنحن في وضعية جديدة.