أدار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة محركاته
الانتخابية منذ اللحظة التي عقد فيها مؤتمره الصحفي ودعا إلى المشاركة في
الانتخابات لأنّ المقاطعة تعني الكارثة.
غير أنّ الرئيس السنيورة الذي دخل هذا الميدان متأخراً
بسبب قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي يواجه مصاعب كثيرة سواء في
العاصمة بيروت أو في غيرها من المناطق.
تحرّك السنيورة انطلق من خلفية عدم ترك الفراغ الذي نشأ
بسبب انسحاب الحريري للقوى المنافسة سواء كانت في فريق ما يُعرف بـ 8 آذار أو حتى
لقوى آخرى لم تكن محسوبة على هذا الفريق كالتيار الإسلامي السُنّي بشكل عام، ولذلك
تحرك بأكثر من اتجاه من أجل صناعة بيئة بيروتية سنّية مؤاتية له، غير أنّه وجد
صعوبة في إيجاد شخصيات سنية بيروتية متفاعلة معه وهو ما حصل معه مؤخراً بعد رفض
السفير نواف سلام خوض الانتخابات، وهو يتهيّب خوض الاستحقاق بنفسه في بيروت خوفاً
من الخسارة وعدم تقبّل الشارع البيروتي، خاصة وأنّ الرئيس سعد الحريري عاتب على
السنيورة لخوضه في هذا الملف في ظل غياب الرئيس الحريري وقد تجلّى ذلك في تعليق
أمين عام المستقبل أحمد الحريري على المؤتمر الصحفي للسنيورة.
إلى ذلك نقلت بعض الأوساط البيروتية المتابعة لملف
الانتخابات أنّ الرئيس السنيورة تلقى إشارات خليجية، سعودية على وجه التحديد وأخرى
أمريكية لخوض الاستحقاق الانتخابي أو إدارته في مواجهة القوى المنافسة، وقد حصل
السنيورة على تعهّد بالدعم المالي الكبير على هذا الموضوع بشرط أن يكون التوجّه
لصناعة بيئة معادية في البلد تكون مدخلاً لأية فتنة مقبلة، وهو ما لم يقبل به
الرئيس الحريري في وقت سابق ودفع ثمناً كبيراً له.
إلى ذلك علّق أحد رموز المستقبل في بيروت على تحرّك
السنيورة منتقداً مسألة إثارة أجواء الفتنة التي رفضها الرئيس الحريري ولو أنّه
سار بها لكان اليوم في مكان مختلف، كما انتقد اتكاء السنيورة على الدعم الأمريكي
في ظل ما يجري للشعب الأوكراني من ويلات ومصائب.