أفادت معلومات قادمة من الجنوب أنّ قوّة من جيش الاحتلال
الاسرائيلي دخلت الى بلدة عديسة عند الحدود الجنوبية ووصلت الى ساحة الجامع وسط
البلدة، ولبثت بعض الوقت ومن ثمّ قامت بالمغادرة والانسحاب، وتُعدّ هذه المرّة
الأولى التي تقوم فيها قوّة إسرائيلية بالتوغّل إلى إحدى البلدات اللبنانية
اعتباراً من تاريخ الانسحاب من قرى الحافة الحدودية في الثامن عشر من شهر شباط
الماضي.
إلى ذلك توجّهت قوة مؤللة من الجيش اللبناني إلى بلدة العديسة
واتخذت فيها موقعاً متقدماً.
سياسياً شدد رئيس الجمهورية جوزيف عون خلال مشاركته في
مأدبة الإفطار التي أقامها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى،
شدّد على أنّه في خضمِّ التحدياتِ التي يواجهُها وطنُنا، يبرزُ موضوعُ تنفيذِ
القرارِ 1701 واتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ كقضيةٍ محوريةٍ تستدعي اهتمامَنا
وعنايتَنا. فلا يمكنُ أن يستقرَّ لبنانُ ويزدهرَ في ظلِّ استمرارِ التوترِ على
حدودِه الجنوبية، ولا يمكنُ أن تعودَ الحياةُ الطبيعيةُ إلى المناطقِ المتضررةِ من
دونِ تطبيقِ القراراتِ الدوليةِ التي تضمنُ سيادةَ لبنانَ وأمنَهُ واستقرارَه،
وانسحابَ المحتلِّ من أرضِنا وعودةَ الأسرى إلى أحضانِ وطنِهم وأهلِهم، وهذا يوجبُ
أيضًا وضعَ المجتمعِ الدوليِّ أمامَ مسؤولياتِه للإيفاءِ بضماناتِه وتعهداتِه،
وتجسيدَ مواقفِه الداعمةِ للدولةِ ووضعِها موضعَ التنفيذ. إن إعادةَ إعمارِ ما
دمرتْهُ الحربُ تتطلبُ منا جميعًا العملَ بجدٍّ وإخلاص، وتستدعي تضافرَ جهودِ
الدولةِ في الداخلِ والخارج، والمجتمعِ المدنيِّ والأشقاءِ والأصدقاء، والقطاعِ
الخاص، لكي نعيدَ بناءَ ما تهدم، ونضمدَ جراحَ المتضررين، ونفتحَ صفحةً جديدةً من
تاريخِ لبنان.
كما شدّد الرئيس عون على أنّ الدولةَ اللبنانيةَ
بمؤسساتِها المختلفة، وبقدرِ حرصِها على حمايةِ التنوعِ اللبنانيِّ وخصوصيتِه،
فإنها ملتزمةٌ، وقبلَ أيِّ شيءٍ، بحفظِ الكيانِ والشعب، فلا مشروعَ يعلو على
مشروعِ الدولةِ القويةِ القادرةِ العادلة، التي ينبغي بناؤُها وتضافرُ جميعِ
الجهودِ لأجلِ ذلك.