لقاء سياسي ديني درزي واسع في بعذران : العداء لإسـ،ـرائيل واحتضان النازحين
تشرين الثاني 03, 2024

عُقد في "خلوة القطالب الزاهرة" في بلدة بعذران في الشوف لقاء جمع معظم القيادات السياسية والروحية لطائفة الموحدين الدروز لمناقشة الاوضاع الراهنة وتحديد الموقف المناسب منها، وذلك بمشاركة شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، الشيخ ناصر الدين الغريب، الشيخ نعيم حسن، وعدد كبير من المشايخ وممثل عن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب، ووزراء ونواب من أبناء الطائفة.

الشيخ سامي أبو المنى قال في كلمة له : "المرحلةُ صعبة والتطوّرات خطيرة، فإن لم نكن قادرين على تغيير المعادلات وإيقاف ما يجري من عدوان وقتلٍ ودمار وانهيار، إلا أننا قادرون على مواجهة ذلك بالتماسك الداخلي والتعاضد الوطني وتثبيت الإيمان الروحي والقيم المعروفية في القلوب والعقول، وبتعزيز الصمود الاجتماعي وتأكيد التعلُّق بالأرض ورفض المتاجرة بها، فالأرض جزءٌ من هويتنا، وجذورنا مغروسةٌ فيها ولا يجوز أن نتخلّى عنها.. والوطن موئلٌ لنا نصونُه بوحدتنا واحترامنا للشراكة الوطنية التي تجمعُنا بأبنائه الأخوةِ من مختلف المذاهب والمشارب".

وتابع: "ندين العدوان الإسرائيلي المتمادي بإجرامه ووحشيته، ونتضامن مع النازحين ونعتبرهم ضيوفاً مكرَّمين عندنا، لكنّنا نتحمّل مسؤوليةَ تنظيم الضيافة وإتقانها، ولا نقبل بأيِّ خللٍ أمني من أيِّ جهةٍ أتى، ونتعاون مع أولي الشأن الاجتماعي والسياسي ومع الجيش وقوى الأمن لضبط المخالفات وتحقيق الاستقرار. نؤكِّدُ على مبدأ الاستضافة ونحذِّر من بيع الأراضي والبيوت في هذه الفترة المفصلية لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر التغيير الديمغرافي الذي تخطّط له إسرائيل".

وختم الشيخ ابي المنى: "مشيخة العقل حريصة على العيش الواحد المشترك وعلى بناء الدولة لتكون عادلةً وقادرة على حماية الجميع وتحقيق النهضة المَرجوَّة. نتشاور ونتحاور، وهدفنا واحد: أن نحميَ مجتمعنا وأن نحافظ على ثوابتنا الروحية والاجتماعية والوطنية والقومية".

من جهته قال الأمير طلال أرسلان: " نحن جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، بل نحن أم الصبي في هذا الوطن وفي هذا البلد. نحن دفعنا دماً عبر مئات من السنين، جميعاً، من خلال أبائنا وجدودنا وأهلنا. سكننا في الجبال لم يكن صدفة، بل سكنا فيها لأننا جئنا في مهمة هي الحفاظ على الثغور والسواحل، التي كانت تمتد في ذلك الوقت من اللاذقية إلى عكا في فلسطين، سمينا حماة الثغور لأن مهمتنا كانت حماية عمق الدولة الإسلامية والدولة العباسية في ذلك الوقت".

اضاف: " نحن اليوم في الجبل نستضيف أهلاً واخواناً نزحوا نتيجة هجوم بربري ووحشي على لبنان. عندما تُدمر ضيعة في لبنان، فهذه مسألة تعنينا. لا يمكننا أن نستقيل من دورنا التاريخي، من الدور الذي تربينا عليه من كل سلفنا الصالح. هذا الجبل أثبت عبر مشايخنا وشبابنا ونسائنا أنه جبل يفتح يديه كأم حنون ليستقبل اخوانه في الوطن، وهو يقوم بواجباته التي لا نحتاج إلى من يعلمنا إياها، بل هي جزء من جذورنا وتوجهاتنا التي نسير عليها".

وتابع: "لن أزيد أكثر، لكن المطلوب أن تستلم القوى الأمنية الأمور أو أن تكون حاضرة، منعاً لحصول أي محاولة إحداث فتنة أو انقسام أو تخريب عبر الجبل، إن كان في الشويفات أو المتن أو عاليه أو الشوف أو حاصبيا. لدينا بلديات وشرطة وحرس بلدي، وأنشئت خلايا أزمة في كل بلدة، وقد توافقنا على دعمها، مع التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية، حتى نتمكن من تطويق أي اشكال أو حادث يحصل لا سمح الله".

وختم أرسلان: "سنستمر في تنظم الاجتماعات في كافة المناطق للتأكيد على هذا التوجه وعلى تمسكنا بهويتنا العربية الإسلامية، التي تربينا عليها".

اللقاء خُتم بلكمة لوليد جنبلاط قال فيها: "يبدو أن الحرب طويلة، ولذلك علينا أن نكون على استعداد لتوفير الحد الأقصى من الخدمات للشعب اللبناني النازح والمقيم والتعاون المطلق مع الدولة والأجهزة الأمنية لإبعاد أي محاولة ضئيلة حول موضوع الأمن الذاتي ونطلب من الوزير الحلبي تفعيل خطة التعليم الحضوري والمدمج وتجهيزها، كما إمكانية استئجار مدارس خاصة كما أبلغني من أجل هذا الأمر".

وعن القطاع الصحي، قال جنبلاط: "المستشفيات والمراكز الإجتماعية جاهزة والأدوية متوافرة، هناك نقص يمكن تعويضه، ويجب أن تكون هناك لجان فعالة في كلّ المناطق وعلى المستويات كافة، ونحن جاهزون مع الدولة والمشايخ لتلبية الحاجات".