ماذا قال نصرالله بين سطور خطابه وكيف قرأ الخبراء مضمونه؟
تشرين الثاني 04, 2023

أكد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله أنّ حزبه انخرط في معركة طوفان الأقصى منذ اليوم الثاني لانطلاق هذه المعركة في الثامن من تشرين الأول الماضي، وأشار إلى أنّ "العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضا لدى الأميركيين". وقال: "العدو يقلق من امكانية ان تذهب هذه الجبهة الى تصعيد اضافي او تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل وعلى العدو ان يحسب له الحساب. حضورنا في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعا. وعمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك".

وتابع نصرالله: "هذه العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنهم"، كاشفا أنه "قيل لنا منذ اليوم الأول اذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الاميركي سوف يقصفكم لكن هذا التهديد لم يغير من موقفنا أبدا".

وأوضح "اننا بدأنا العمل بهذه الجبهة في الجنوب وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان".

وحذر نصرالله "العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني". وقال: "أقول بكل شفافية وغموض بناء ان كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وان كل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في أي وقت من الأوقات ويجب ان نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة".

وتوجه السيد نصر الله الى الاميركيين بالقول؛ "أساطليكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الايام وأقول لكم ان اساطيلكم التي تهددون بها لقد أعددنا لها عدتها أيضا. الذين هزموكم في بداية الثمانينيات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم".

وأضاف :"من يريد منع قيام حرب أميركية يجب ان يسارع الى وقف العدوان على غزة واذا حصلت الحرب في المنطقة فلا اساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع. وفي حال أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر".

وفي قراءة لمضامين خطاب نصرالله رأى بعض الخبراء أنّ ما أعلنه نصرالله وتحدّث عنه كان متوقعاً لناحية الإبقاء على الغموض في الجبهة الجنوبية، وأشار بعضهم إلى أنّ الحزب أراد في هذه المرحلة وفي ضوء المخاوف من توسّع المعركة لتتحوّل إلى حرب إقليمية، أراد اختبار البيئة الحاضنة ولذلك نظّم هذه اللقاءات المفتوحة للاستماع إلى كلمة نصرالله ورصد التفاعل معها، كما أراد في الوقت ذاته تهيئة هذه البيئة لعمل ما قد يقدم عليه الحزب في الأيام المقبلة، خاصة إذا ما شعر أنّ رأس المقاومة الفلسطينية سيطير لأنّ ذلك سيغري الإسرائيلي ويدفعه إلى خوض معركة أخرى في لبنان أو في سوريا تستهدف حزب الله بشكل أساسي بهدف تطيير رأسه أيضاً، وفي هذه الحالة فإنّ الحزب لن يكتفي بما هو قائم في الجبهة الجنوبية حالياً بل سيذهب إلى خطوة استباقية وهو ما أشار إليه نصرالله بحديثه عن عدم قبول هزيمة غزة وحرصه على انتصار المقاومة وحماس فيها.