شهدت منطقة الجنوب يوم السبت توتراً كبيراً وتصاعداً في
اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان حيث شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية
غارات طالت العديد من المناطق الجنوبية بينها مدينة صور حيث كانت محاولة لاغتيال
أحد كوادر حزب الله كما أشارت إلى ذلك الإذاعة الإسرائيلية، كما طالت الاعتداءات
مناطق عند الحدود الشرقية الشمالية للبنان مع سورية.
وكان الجنوب قد شهد صباح أمس إطلاق عدة صواريخ باتجاه
الأراضي الفلسطينية المحتلة من على منصات وقواعد بدائية وفقاً لما أظهرته الصور
بعد اكتشاف الجيش اللبناني لمنصات الإطلاق في منطقة محاذية وقريبة من النبطية شمال
نهر الليطاني. وتجدر الإشارة إلى أنّ عدداًمن هذه الصواريخ سقط في الأراضي
اللبنانية، وآخر أسقطته الدفاعات الأرضية الإسرائيلية.
وقد برز إثر هذه الحادثة السؤال المنطقي، من أطلق هذه
الصواريخ؟ ولماذا أطلقها؟
أصابع الاتهام الأولى وُجّهت إلى حزب الله بشكل أساسي
وقد نفى الحزب المسؤولية عن إطلاق الصواريخ، وأبلغ على الفور رئيسي الجمهوية
والحكومة بذلك، وأكّد على تمسّكه بوقف إطلاق النار، ولكن على الرغم من ذلك فإنّ
بعض المحلّلين السياسيين أشار إلى أنّ الحزب يقف خلف هذه العملية من دون أن يعترف
بذلك، والهدف منها: اكتشاف ردّة الفعل الإسرائيلية، وبعث رسالة إلى المعنيين
مفادها أنّ صبره على الخروقات الإسرائيلية قد ينفد، وبدء التحضير والانتقال إلى
مرحلة جديدة من المواجهة. وفي أسوأ الأحوال اعتبر هؤلاء أنّ العملية تعبّر عن صراع
أجنحة داخل الحزب.
غير أنّ محلّلين سياسيين آخرين شكّكوا في وقوف
"إسرائيل" نفسها خلف العملية من خلال عملاء لها، وذلك بهدف : تثبيت
وجودها في النقاط التي ما تزال تحتلها في الجنوب بحجة عدم قدرة الجيش اللبناني على
ضبط المنطقة الجنوبية، والضغط على الحكومة في موضوع نزع سلاح المقاومة شمال منطقة
الليطاني حيث كانت المنطقة مسرحاً لإطلاق الصواريخ، ودفع الحكومة اللبنانية إلى
مفاوضات مباشرة معها من أحل تطبيع العلاقات وإنزال لبنان على الشروط الإسرائيلية.
طبعاً كل من قارب هذه العملية استبعد أن تكون من عمل
منظمات فلسطينية كردّة فعل على ما يجري في غزّة، خاصة وأنّ تلك الصواريخ لن يكون
لها أيّ تأثير في معادلات الصراع، وأنّ الجهة الوحدية المستفيدة من إطلاقها هي
"إسرائيل" نفسها.