مواقف نيابية سنيّة من سقوط شـ.ـهداء للـ.ــجماعة الإسلامية
آذار 15, 2024

انخراط الجماعة الإسلامية (السنيّة) في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر الجبهة الجنوبية وإعادة تفعيل وإطلاق "قوات الفجر" وسقوط شهداء لها خلال الفترة الأخيرة في مواجهة شرسة في جبال قرى العرقوب المواجهة لمزارع شبعا المحتلة فتح باب النقاش والمواقف للعديد من النوّاب السنّة الذين أدلوا بدلوهم في هذا الميدان، فمنهم من رحّب وعدّ ذلك جزءاً من الواجب الوطني والقومي والإنساني للدفاع عن أهل الجنوب واستعادة الأراضي التي ما زالت محتّلة، ومنهم من أظهر التأييد الإعلامي للقضية والشعب الفلسطيني لكنّه انتقد بشكل غير مباشر انخراط الجماعة السنيّة بالعمل العسكري ضدّ الاحتلال، والبعض ذهب أبعد من ذلك مطالباً الدولة بوضع حدّ لما اعتبره فلتاناً مسلّحاً.

النائب عن بيروت وضّاح الصادق انتقد الظهور الذي اعبتره مسلّحاً لعناصر الجماعة خلال تشييع الشهيد ابن بيروت الشهيد محمد محيي الدين من جامع الإمام علي في طريق الجديدة نحو جبّانة الأوقاف، وقال في تغريدة عبر حسابه على منصة "أكس": بيروت خالية من السلاح، شعار حملته منذ سنوات، فالعاصمة التي تضم لبنانيين من كل المناطق، إضافة إلى غالبية مؤسسات الدولة الرسمية والدولية، لا جدال حول بعدها عن خط المواجهة كي ينتشر فيها السلاح بحجتها. المظاهر المسلحة في بيروت وحماية المسلحين من خلال التدخلات الحزبية والضغوطات السياسية التي تصل إلى حد الترهيب، لا تدخل سوى في إطار حماية الأحزاب وبعض الجهات الأمنية لعصابات الخوات. بيروت خالية من السلاح بداية لحلّ مشكلة السلاح من أساسها. هذا وأرفق النائب وضّاح الصادق التغريدة بصورة لتشييع الجماعة شهيدها محمد محيي الدين وقد لُفّ الجثمان بالعلم اللبناني وراية التوحيد وظهر فيها أيضاً عناصر بزي موحد وثلاث بنادق قال مصدر في الجماعة إنّها تعود للشهداء الثلاثة الذين سقطوا في المواجهة.

بدوره النائب إبراهيم منيمنة ذهب أبعد مما ذهب إليه زميله النائب الصادق واعتبر تشييع الشهيد يدخل في إطار العراضات العسكرية المسلّحة، وسمّى الجماعة الإسلامية بالإسم، وقال في تغريدة على حسابه على منصة "أكس": إن كنا نتعالى في هذه المرحلة الدقيقة عن أي موقف انقسامي ونقول بضرورة الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الاسرائيلي، إلا أن إحياء المظاهر المسلحة والعراضات العسكرية وإطلاق الرصاص في قلب بيروت والتي ظهرت منذ يومين من قبل الجماعة الإسلامية ليست سوى تلطي وراء الاحداث لفرض وقائع ميدانية في العاصمة تحت عناوين المقاومة ودعم القضية الفلسطينية، من هنا نطالب الجيش والأجهزة الأمنية بمنع تكرار هذه الممارسات، احتراماً لهيبة الدولة وحماية لأمن أبناء بيروت، ووقف هذه التجاوزات فورا، والعودة إلى سقف الدولة والمؤسسات الشرعية. وقد أرفق النائب منيمنة التغريدة بالصورة ذاتها التي أرفقها النائب الصادق.

في المقابل حيّا النائب عن البقاع الغربي النائب حسن مراد ما عدّه بطولة في مواجهة قوات الاحتلال التي ما تزال تحتل أراضي لبنانية وترتكب المجازر بحق الأطفال والنساء في فلسطين، وقال في تغريدة عبر حسابه على منصة "أكس" : على طريق تحرير أرضنا المحتلة في لبنان وفلسطين يتوحّد الدم شلالاً هادراً بوجه عدو الانسانية الصهيوني المجرم وتدفع قوات الفجر ضريبة الجهاد والمقا-و-م-ة وتقدّم ثلة من القادة شهداء سطّروا أسماءهم في سجل الخالدين من بيروت والإقليم والعرقوب. تحيّة اجلالٍ واكبار لل مقا-و-م-ة بكل أطيافها والمجد والخلود للشهداء الابرار.

بدوره النائب بلال عبد الله كتب على صفحته على "الفايس بوك”: "صديقي وأخي الشيخ الجليل والصابر الدكتور هلال درويش، ها انت تقدم أغلى ما عندك على طريق الكرامة والعزة، على طريق القدس وفلسطين، ها انت تضع وساما على صدر شوفك وأقليمك وبلدتك مثبتا القول بالفعل، والقناعة بالتضحية، ها انت تؤكد للقاصي والداني أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود يتخطى كل الحواجز المناطقية والفئوية، ها أنت تعلن لنا جميعا هوية شاب مناضل في الجماعة الاسلامية، كنت تحدثنا عنه كطالب طب وباحث علم، لنعرف اليوم أنه أيضا مقاتل شجاع وحامل قضية، ها أنت تبعث للعالم كله رسالة الشهيد، بأن لبنان أرض واحدة، وشعب واحد، وعدونا واحد، مهما تمايزنا في الداخل، ها انت ترفع رأسنا جميعا شامخين راضين بقدر الله، متضامنين معك ومع الأخوة في الجماعة الاسلامية وفي قوات الفجر، ومع العائلة الكريمة . للشهيد منا كل الاعتزاز والدعاء، ولك وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان .”

هذا وانتقد سيل من التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي النائبين وضّاح الصادق وإبراهيم منيمنة بسبب هذا الموقف الخارج عن مألوف البيئة السنيّة التي لطالما كانت الحاضن الأساسي للقضية الفلسطينية من ناحية ولمشروع الدولة من ناحية ثانية، وذكّرت بعض التعليقات النائبين أنّ الجماعة هي أكثر من ينادي بمؤسسات الدولة ومشروع قيامها، وهي من بادرت إلى اقتراح استراتيجية دفاعية للبنان تكون الدولة مرجعيتها، فيما أكّدت تعليقات أخرى على أنّ سنّة لبنان لم ولن يتنكّروا لقضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين لا قولاً ولا فعلاً.

في المقابل رحّبت تعليقات بموقف النائبين واعتبرت أنّها تمثّل الخط الحقيقي لقيام دولة المؤسسات.

من جهتها رأت أوساط سياسية أنّ المواقف الصادرة عن نائبي بيروت منيمنة والصادق تدخل في إطار القلق من تكامل وتعاون القوى المناهضة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يستهدف المنطقة لأنّ من شأن ذلك إجهاضه في لبنان وفلسطين، وفي صلب هذا التعاون والتكامل تطوّر التنسيق بين هذه القوى في لبنان.