الأمين العام لـ"حزب
الله" السيّد حسن نصرالله، بكلمة لمناسبة "يوم القدس العالمي"، التضامن
الكامل مع الشعب الفلسطيني وأوضح أنّ محور المقاومة في طمأنينة وثقة، والعدو
الصّهيوني في قلق وخوف ورعب، وفي دفاع عن الكيان الّذي سيزول إن شاء الله".
وأشار نصرالله إلى أنّ أميركا
تراجعت عمّا كانت عليه من قوّة، ورأى أنّ "انشغال أميركا أصبح في مناطق أخرى،
ولم تعد أولويّتها غرب آسيا والشّرق الأوسط. هناك أولويّات أخرى تشغلها، منها
المواجهة مع روسيا في الحرب الرّوسيّة- الأوكرانيّة، والصّراع مع الصين الّذي قد
يتطوّر إلى حرب"، منوّهًا إلى أنّ "في دول المنطقة والخليج وإسرائيل،
الكلّ أصبحت لديه قناعة أنّه لا يمكن التّعويل على الولايات المتّحدة لتأمين
الحماية".
وأضاف: "ما جرى أخيرًا
في جنوب لبنان، كان حدثًا مهمًّا وكبيرًا بالنّظر إلى الأوضاع منذ عام 2006، ولم
أتكلّم عنه الأسبوع الماضي لأنّ حقيقة الأمر بحاجة إلى دراسة وتشاور مع
الأخوة"، معربًا عن اعتقاده أنّ "اعتماد "حزب الله" سياسةالصّمت كجزء من إدارة المعركة مع العدو، هو الأفضل. لا داعي للدّخول في التّفاصيل،
أو الإجابة عن أسئلة لا يزال العدو يحتار فيها".
وأوضح أنّ "سياسة الصّمت
تقلق العدو قطعًا وقد تقلق الصّديق، ولكنّ قلق الصّديق ممكن أن يعالَج بعيدًا عن
إزالة قلق العدو. الأخير يجب أن يبقى قلقًا وخائفًا ومرتعبًا، ولا يجوز أن يقدّم
أحد تطمينات إليه، لأنّه هنو المعتدي"، كاشفًا عن أنّ "الإسرائيلي نفسه
يعترف أنّ توازن الرّدع هو الّذي جعل ردّه على ما حدث في الجنوب محدودًا وسخيفًا".
وذكر أنّ "أهمّ كذبة
قالها نتانياهو، هي أنّهم قصفوا بنى تحتيّة لـ"حزب الله" وحركة
"حماس" في الجنوب، وهذا كذب واضح، وكلّ وسائل الإعلام قامت بتصوير
الأماكن الّتي قُصفت وهي أماكن مفتوحة، وبعضها بساتين موز. لم يتمّ قصف بنى تحتيّة
لـ"حزب الله" أو لـ"حماس". كما أنّه اعترف بتراجع الرّدع
الإسرائيلي على مختلف الجبهات، خصوصًا مع لبنان".
ونوّه إلى أنّ "من
أكاذيبه أيضًا أنّه قال إنّ حكومة يائير لابيد السّابقة وقّعت اتّفاقًا مع
"حزب الله"، والكل يعلم أنّها لم توقّع أيّ اتفاق مع الحزب. ونتانياهو
يتوعّد المقاومة ويهدّدني شخصيًّا، ونحن كمقاومة في لبنان نقول له أيضًا
"منشوف"، والأيّام بيننا، وحساباته وقراءته قد تكون خاطئة".
وجزم أنّ "التّهديدات
الّتي يطلقها العدو باتجاه المقاومة في لبنان لن تجدي نفعًا، بل تزيدنا عزمًا
وقوّةً وإصرارًا على الحفاظ على ما أنتجه ميزان الرّدع في مواجهة أيّ اعتداء يمكن
أن يستهدف أحدًا في لبنان"، معلنًا أنّ "أيّ اعتداء أو عمل أمني في
لبنان، سنردّ عليه بالشكل المناسب".
وشدّد على "أنّنا يجب أن
نوجّه جميعًا تحذيرًا واضحًا للعدو الإسرائيلي، أنّ بعض حساباتك وخطواتك أو بعض
انفعالاتك وأعمالك الحمقاء في القدس أو الضفة أو غزة أو لبنان أو سوريا، قد تجرّ
المنطقة إلى حرب كبرى"، متابعًا: "صحيح أنّه حتّى الآن، لا لبنان ولا
سوريا ولا غزة تريد الذّهاب إلى حرب بالشّكل السّابق، ولكن أفعال العدو وحماقاته
وجرائمه قد تدفع المنطقة إلى حرب"، مبيّنًا أنّ "في مرحلة من المراحل،
لن يستطيع أحد أن يمنع المنطقة من الانفجار، لذلك نقول للإسرائيلي وللأميركي
حذاري، فالمقدّسات خطّ أحمر، والشّعب الفلسطيني خطّ أحمر".