إقليم الخروب، إسم على مسمّى. تكثر فيه أشجار الخروب
التي توارث الأبناء عن الآباء زراعتها والاهتمام بها وهي التي تشكّل مصدر رزق لهم
من ناحية، وصيدلية دواء من ناحية ثانية حيث تزداد فوائد دبس الخروب مع كلّ اكتشاف
علمي يتصل بهذه الشجرة.
وفي هذا التقرير الخاص لـ "آفاق نيوز" تابعنا
كيفية صناعة دبس الخروب في معصرة الحاج معروف ياسين في بلدة البرجين، وهو الذي
توارث هذه المصلحة عن والده وجدّه من قبل، وهو الذي يهتّم بها ويتابعها على مدار
العام.
يقول ياسين تبدأ عملية صناعة دبس الخروب من تجميع
المحصول عن أشجار الخروب المنتشرة بكثافة في المنطقة، حيث "قرون" الخروب
في أكياس ومن ثمّ يتمّ إحضارها إلى المعصرة. وأول عملية في صناعة دبس الخروب تكون
بطحن "قرون" الخروب بمكنة خاصة ومن ثمّ فرز المحصول المطحون إلى أقسام
ناعمة وأقلّ نعومة وخشنة، وبعد ذلك يصار إلى تعقيمها وتعبئتها في أكياس أخرى من
النايلون، وتوضع في غرفة خاصة ومعقمة لمدة شهر ونصف إلى شهرين تقريباً.
بعد ذلك يقول ياسين : يتم تفريغ هذه الأكياس في الأحواض
من الستانلس ويُضاف إليها كمية من الماء وتترك في تلك الأحواض لمدة تتراوح بين
ساعتين وأربع ساعات بحسب ظروف المناخ والطقس، ويختلف ذلك بين الصيف والشتاء، ويجري
خلال هذه العملية تصفية الخروب المنقوع في تلك الأحواض، ومن ثم يتمّ نقل خلاصة
المُصفّى إلى "الخلقينة" (وعاء من المعدن) حيث يجري غلْيه في تلك
"الخلقينة" على النار على درجة حرارة واحدة لمدة تتراوح بين ساعتين
وأربع ساعات بحسب الكمية التي يجري غلْيها بحيث يتمّ تبخير الماء الذي يكون قد
خالط خلاصة الخروب، وبعد ذلك يجري تبريد الدبس الخالص ومن ثمّ تعبئته في عبوات من
زنة الكيلو أو 2 كليو بحسب الطلب.
ويؤكد ياسين أنّ هذه العملية تجري بشكل طبيعي دون أيّة
إضافات لمواد حافظة أو سكر أو ما شابه، ويشير أيضاً إلى الفوائد العظيمة والكبيرة
لتناول دبس الخروب الطبيعي خاصة في الفترة الصباحية أو مع محلول الماء أو مع مزجه
بمادة "الطحينة".
وعن الكمية التي ينتجها كيس الخروب من دبس يشير ياسين
إلى أنّ كلّ مئة كليو غرام من "قرون الخروب" تنتج ما يقارب 30 كليو من
الدبس ويختلف ذلك بين شجرة وأخرى بحسب الاهتمام وحجم "القرن" وغير ذلك.
وعن الأسعار التي يجري بيع دبس الخروب فيها في هذا
الموسم أكّد أنّ الأسعار اختلفت عن السابق بسبب العوامل الكثيرة ومنها غلاء
المحروقات والأدوات المستعملة بالأكياس وعبوات البلاستيك، غير أنّ الأسعار ما زالت
مقبولة حيث يجري بيع الكيلو الواحد من الدبس المُصفّى الخالص بـ 75 ألف ليرة
لبنانية. كما يدعو الحاج ياسين إلى زيارة معصرته في بلدة البرجين قرب الساحة
العامة للتزوّد بالدبس الطبيعي الخالص.