أهلا قطر فهل تتبعها دول الخليج؟
كانون الثاني 30, 2023

د.محمد موسى

خطوة في الاتجاه الصحيح خطتها الدولة اللبنانية بضم دولة قطر الى تحالف التنقيب و الاستكشاف عن الغاز و النفط في الرقعتين البلوك رقم 4 و ابلوك رقك 9 ، خطوة تأتي في ظرف عالمي و إقليمي ساعد على بلوغ هذه النقطة لتقدم ولوج لبنان في لعبة الغاز العالمية فقد ترافق كل تحريك هذا الملف على انقاض الحرب الروسية – الأوكرانية الماضية بالعالم الى اتجاهات سوداوية الملامح خاصة بعد قرارات الناتو بمد الاوكران بدبابات ثقيلة من الولايات المتحدة و المانيا وغيرها(ابرامز – ليوبارد 2) وتاليا" استكمالا لساحات الحرب المتنقلة و استمرار ازمة الغاز في ظل العقوبات من حلف الأطلسي على روسيا و وقودها الاحفوري خاصة بعد سياسات التسقيف وبالمقابل موسكو مستمرة بسياساتها و عليه لا زالت الحاجة قائمة وملحة لغاز حوض شرقي المتوسط، الى ذلك جاء الانخراط القطري بعد انجاز اتفاق الترسيم البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي في لعبة تمضي على حافة البقاء والهبوط لتشكل لبنة في طريق استقرار مناطق الغاز جنوب لبنان حيث القرارات الدولية وعلى راسها القرار الاممي 1701 الذي يكفل امن الحدود، من هنا نستطيع ان نرى الوجه القطري بقوة بدخول قطر للطاقة وذلك لما تمثله الدوحة في الوجدان اللبناني و القبول من كافة الشرائح و اعتقد جازما" ان الدوحة ما كانت لتدخل المستنقع اللبناني لولا ضوء اخضر خليجي سعودي تحديدا" يترافق مع المبادرة الكويتية السياسية من جهة والزخم الأميركي لدعم عمليات التنقيب القائمة في كل حوض المتوسط وتاليا" تلقت الدوحة جرعة واضحة للمضي في لبنان وبحره و ظهر ذلك جليا" في اشراك الدوحة والقاهرة الى مجموعة الدعم للبنان و التي تضم اميركا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والتي من المرجح ان يكون الدور القطري الاقتصادي – السياسي تحت هذه المظلة.

وعليه تنسجم الدوحة اليوم في لبنان مع نفسها خاصة إذا ما سمعنا كلام الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن دولة قطر لا تعمل على تسيس الطاقة أبدا، وترى ضرورة حماية الغذاء والدواء والطاقة لأنها قضايا تتعلق بالناس لا بالحكومات، أن دولة قطر ستكون جاهزة بحلول عام 2027 بقدرات إضافية لضخ الغاز إلى السوق العالمية، لا سيما إلى القارة الأوروبية، وقال إن كثيرا من صنّاع سياسات الانتقال من الطاقة الاحفورية إلى الطاقة النظيفة أوقفوا الاستثمار في مصادر الطاقة التقليدية خلال السنوات الماضية، وتجاهلوا أن هذا الانتقال يستغرق وقتا أطول. وأكد وزير الخارجية القطري أن بلاده ستواصل الاستثمار في مجال الغاز الطبيعي، وأنها استثمرت كثيرا من الوقت للتأكد من أن طاقتها لا تضرّ بالبيئة، وأضاف أن التوسع في الاستثمار في مجال الغاز الطبيعي سيسهم في تعزيز استقرار سوق الطاقة في المستقبل، وقال "قررت دولة قطر الاستمرار في استثماراتها في مجال الغاز الطبيعي الذي نعتقد أنه سيحافظ على أهميته.. فهو مصدر طاقة أنظف وأكثر أمانا ويمكن الاعتماد عليه، ولهذا استثمرنا الكثير من الوقت أيضا للتأكد من أن طاقتنا لا تضر بالبيئة. ولذلك نعتبر روادا في العالم في مجال التقاط وتحويل الكربون وروادا دوليين في التقليل من انبعاثات الاحتراق الناتجة عن معالجة الغاز.

من هنا جاء الحضور القطري الى بيروت معززا" بجملة دوافع أساسية عنوانها نظرية (رابح- رابح) ، بمعنى قطر منسجمة مع الرغبة في تطوير استثماراتها في الغاز و تبقى دورها كلاعب إقليمي أساسي ضامن للسلام في المنطقة و لاعب اقتصادي فاعل في استقرار امدادات الغاز عالميا" من خلال مزيد من الاستثمارات في نقطة شرق -متوسطية حساسة كلبنان الذي يكابد لعودة علاقته مع الدول الخليجية الى سابق عهدها و تاليا" هل تكون الحكومة القطرية المدخل لدعم الاستقرار الاقتصادي في لبنان و تاليا" الاستقرار السياسي عبر مبادرات قادمة علما" ان الكل يدرك زيارة العديد من الأطراف اللبنانية الدوحة للبحث عن حلول في المأزق اللبناني العالق نتيجة الفراغ الرئاسي و لا يخفى على احد دعم الدوحة للجيش اللبناني للمساهمة في بقاء هذه المؤسسة الضامنة للاستقرار في البلاد وعليه : لا شك ان الدوحة في دخولها لبنان تحمل عبء ثقيل لكنها طالما تحصنت بالقبول من كل الأطراف اللبنانية خاصة ان الجميع يتذكر اللوحات التي ملأت الجدان قائلة : شكرا" قطر ، و عليه بعد اتفاقات التنقيب عن الغاز هل تساعد وتدفع قطر بعودة العلاقات اللبنانية - الخليجية الى دفئها من بوابات الدعم الاقتصادي و تحديدا" مع السعودية والامارات العربية المتحدة التي واضح انه سيكون لها دور فاعل في سوريا و حدودها البحرية لاحقا" لما للعلاقات من تطور في الفترة الأخيرة التي ترافقت مع زيارة الشيخ عبدالله بن زايد الى دمشق مؤخرا" .

من الواضح اليوم لبنانيا" ان الدور القطري في الشراكة الاقتصادية أكثر من مرحب به من كل الأطراف الفاعلة وعليه لاريب ان يقال في هذه اللحظات: بعد شكرا" قطر ..... اهلا وسهلا قطر.

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".