إيران تلتزم قرار حزب الله.. والسعودية لا تخذل حلفاءها
نيسان 28, 2023

منير الربيع

تزامنت زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت، مع عودة السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري. ينتظر اللبنانيون ما يمكن أن ينتج عن زيارة الوزير الإيراني، وعن جولة سيقوم بها السفير السعودي على الحلفاء، لوضعهم في صورة آخر تطورات الوضع في المنطقة، لا سيما بعد الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية، وسط معلومات تؤكد أن هذا المسار مستمر، ويسير بوتيرة متسارعة، لتحقيق المزيد من التقدم على صعيد مختلف الملفات الإقليمية.

من حيث الشكل والمضمون، فإن تطوراً لافتاً برز في دعوة عدد من النواب من كتل نيابية مختلفة لعقد لقاء مع الوزير الإيراني في السفارة الإيرانية. ثمة من ذهب إلى تشبيه هذا المشهد، بما يقوم به المسؤولون الأميركيون لدى زيارتهم إلى لبنان. إذ يوجهون دعوات إلى نواب ومسؤولين لبنانيين للقائهم في السفارة الأميركية.

"حيوية جديدة"

بالاستناد إلى هذا التشبيه، هناك من يذهب إلى تفصيل المشهد أكثر، باعتبار أن إيران لجأت إلى مثل هذه الخطوة في أعقاب الاتفاق مع السعودية، وذلك للإشارة إلى أن طهران تستفيد من الاتفاق بين الجانبين للتحرك بانفتاح على الساحة اللبنانية، وللقول إنها مستمرة في "مواجهة" الأميركيين من حيث الشكل بالحد الأدنى. ولذلك، تُعطى زيارة عبد اللهيان بعداً جديداً يتعلق بخلق حيوية جديدة على الساحة اللبنانية، من خلال التواصل مع الجميع من جهة، ومن خلال اللقاء بالحلفاء وإيصال الرسائل لهم حول استمرار الشراكة في المرحلة المقبلة، وبضوء مسار الاتفاق السعودي الإيراني، كشكل من أشكال استمرار التنسيق والتكامل في المواقف بين إيران وحلفائها.

كان الوزير الإيراني صريحاً في الحديث بإيجابية عن مسار الاتفاق السعودي الإيراني. تحدث بكلام مطمئن للحلفاء، ودعا إلى التعاطي بإيجابية مع ما يجري، لأنه سينعكس إيجاباً على الواقع اللبناني. وقد قدّم شرحاً لكل المسارات التي يتم عليها على الصعيد الإقليمي، من اليمن إلى العراق فسوريا ولبنان. فيما أشار إلى أنه ستكون له زيارة إلى المملكة العربية السعودية في المرحلة المقبلة، بضوء استمرار الاتصالات، وتحضيراً لزيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى الرياض.

الالتزام بموقف الحزب

لم تلب كل الكتل النيابية التي وجهت إليها دعوات من السفارة الإيرانية للقاء الوزير الإيراني. وهذا أمر مفهوم بالنسبة إلى الإيرانيين، باعتبار أن العديد من النواب اللبنانيين إما يستمرون بالخصومة مع إيران، إما بسبب حسابات لهم مع الولايات المتحدة الأميركية. وبالتالي، لن يكون بإمكانهم الذهاب إلى السفارة. لم يقدّم عبد اللهيان أي مواقف تفصيلية متعلقة بالملف اللبناني أو بالانتخابات الرئاسية، داعياً إلى ضرورة التوافق والتفاهم بين اللبنانيين مع بعضهم البعض. وهذا يعني ضمناً الالتزام بمواقف حزب الله الذي يستمر بتوجيه الدعوات للجميع بضرورة إجراء الحوار للإتفاق على انتخاب الرئيس. من هنا، تقول المصادر إنه لا يمكن انتظار جديد من الوزير الإيراني، ولا داعي لرهان البعض على أن تكون زيارته عنصراً يؤدي إلى تغيير المواقف السياسية أو الرئاسية المعروفة. بخلاف ما يعتقد به خصوم طهران، بأن الزيارة قد تنطوي على تقديم تنازلات بالمرحلة المقبلة.

في المقابل، ينتظر اللبنانيون الخطوات التي سيتخذها السفير السعودي وليد البخاري باتجاه الحلفاء. وفيما قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي بالأمس إن فرنسا واللبنانيين ينتظرون ما ستقرره السعودية بالملف الرئاسي، خصوصاً بعد زيارة باتريك دوريل إلى الرياض، فإن الجميع يترقب ما يمكن للبخاري أن يبلغه للحلفاء، وسط معلومات تؤكد أن السعودية لا تزال على "مواصفاتها"، مع رفض الدخول في تفاصيل الأسماء. كما أن الأهم هو مواكبة هذا الاتفاق السعودي الإيراني لينعكس على الساحة اللبنانية بشكل إيجابي، ويؤدي إلى تكريس الاستقرار والتفاهمات. ويبقى الأهم أن السعودية لا يمكنها أن تتخلى عن دعم حلفائها، ولا الذهاب إلى خيارات تتعارض مع توجهاتهم.

المصدر: المدن.

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".