اضاءات في نتائج الانتخابات الأميركية: ماذا عن روسيا وقمة العشرين؟!!
تشرين الثاني 13, 2022

د. محمد موسى*

ضاعت التوقعات في الانتخابات النصفية الأميركية وحساب البيدر لم يلاقي حسابات الحقل للجمهوريين و غدا المرء يتسأل عن حقيقية تصرف الناخب الأميركي في تصويته وما هي ابعاد ما جرى وسيكون في قادم الأيام ثم ماذا سيكون الموقف من روسيا و الحرب المستمرة في أوكرانيا و انعكاساتها على كل الاقتصاد العالمي ضمن معادلات هشة ترسم شكوك حول مستقبل أزمات بالجملة في السياسة وافاق الحلول و الاقتصاد ومستقبل التضخم و الانكماش وما بينهما من أزمات الغذاء والحبوب التي تشكل مدخلا الى أزمات اكبر في كل من ارجاء الكرة الأرضية لاسيما افريقيا والشرق الأوسط.

وانطلاقا" من النصيحة الذهبية التي أسداها الرئيس الأمريكي المؤسس جورج واشنطن لأولئك الذين يبنون علاقاتهم مع الولايات المتحدة التي مفادها "أمريكا مؤسسة تتجاوز الأشخاص، فديمقراطيتها قائمة أساسا على استبدالهم" والانتخابات النصفية دليل ساطع على ان المزاج في الاستبدال هو الأساس لكل انتخابات أميركية فلا جدال في ذلك فالراهن دائما" هو لتقلب الناخب الأميركي.

من هنا يجمع الكثير من المحللون على جملة نقاط عنوانها الأول ان أن الناخب الأمريكي صوت أساسا لصالح دعم بقاء النظام الانتخابي والديمقراطي والحفاظ عليه ولعبت قضية الإجهاض والإعفاء الجزئي لقروض التعليم وكذلك تخفيض أسعار الدواء وغيرها دورا حاسما بينما تراجع ملف التضخم والآثار الاقتصادية له وكذلك أسعار الوقود في أولويات الناخبين والا كيف وصلنا الى هذه النتائج. اضافة الى ذلك ومع ما يشكل عامل المفاجئة بفوز الديمقراطيون فوزا لافتا في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة على مستوى محلي وفيدرالي وهو ما يعني خبرا جيدا للمرشح الديمقراطي للرئاسة في قادم الشهور.

ان الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو الرئيس جو بايدن، الذي راهن على "الحفاظ على الديمقراطية" كأولوية لدفع الناخبين للتصويت لمرشحي الحزب الديمقراطي في الوقت الذي كان قادة الحزب وفي مقدمتهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر يخشى من تجاهل الآثار الاقتصادية في خطاب الحملات الانتخابية ولكن ماذا بعد الانتخابات النصفية و شظاياها على القضايا الاقتصادية الملحة وانعكاسها على انتخابات الرئاسة وحمى الحملات على الأبواب حيث يقودنا الحديث عن ان جميع مرشحي الرئيس السابق دونالد ترامب خاصة أولئك الذين أعلنوا رفضهم نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة أخفقوا لصالح منافسيهم الديمقراطيين بل ، وعليه ماذا عن الحزب الجمهوري و اختلالات توازناته خاصة بعد كلام جوش هاولي عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري في ولاية ميسوري يقول "حزبنا القديم مات، دعونا ندفنه ونبني حزبا جديدا" " وعليه ستكون لهذه الانتخابات تداعياتها على الحزب الجمهوري ككل، وتتعالى أصوات داخله الآن بضرورة البحث عن مسار جديد بعيد عن دعم توجهات ترمب في السياسة وللرئاسة،

مقتضى الحال يقول ان الأغلبية التي سيحققها على الأغلب الجمهوريون في مجلس النواب ستكون أغلبية هشة بمقعدين أو ثلاثة فقط وهو ما يعني عدم قدرة على تمرير اجندتهم التشريعية بسهولة خاصة مع احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس الشيوخ الذي تحال إليه معظم التشريعات التي يمررها مجلس النواب وعليه بقي بايدن وصوت نائبته كامالا هاريس بيضة القبان في أي تصويت قادم وربما هي رسالة دعم جديدة للديمقراطيين في ولاية رئاسية مع الرئيس الحالي جو يايدن إذا ما أكد ترشحه.

وبناء على ذلك كيف سيكون المسارات مع روسيا في ظل التحولات الدراماتيكية على الأرض الأوكرانية في خيرسون وسواها ثم ماذا في جعبة الحلول السياسية مع تظاهرات أوروبا والتضخم وفواتير الطاقة الملتهبة خاصة في ظل الحديث الذي ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أجرى محادثات لم يتم الكشف عنها مع كبار المسؤولين الروس على أمل الحد من مخاطر امتداد الحرب في أوكرانيا أو تصعيدها إلى صراع نووي فهل بعد الانتخابات النصفية ونتائجها وسياسة الواقعية والعقلانية و الحاجة الى المفاوضات بشأن اتفاقيات ستارتلضبط الطاقة النووية والصواريخ الباليستية نكون امام انفتاح ضمن السياسة الأميركية و قد نلمسها في لقاءات ضمن قمة العشرين القادمة او خلف أبوابها المغلقة ... للحديث في السياسة والاقتصاد تتمة وقمة العشرين على الأبواب.....

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".

*أكاديمي وباحث في الاقتصاد السياسي

[email protected]