الدوحة ودمشق وغزة.. أفراح النصر وتضميد الجراح
شباط 04, 2025

د. محمد صالح المسفر

رحت كغيري من المتابعن للشأنين الغزاوي منذ بدء العمل بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية، ورحت اتابع جحافل الشعب الفلسطيني في غزة وهم يرددون أهازيج العودة ــ من جنوب القطاع، حيث اجبروا على النزوح من شماله الى جنوبه ــ مشيا على الاقدام يحملون بعض ملابس الشتاء علها تقي أطفالهم زمهرير الشتاء. الذين وصلوا شمال غزة لم يجدوا لمنازلهم ومزارعهم اثرا؛ لآن الصهاينة دمروا كل ما كان قائما على الأرض من بناء أو أشجار وسمعت ما ردده البعض هناك على شاشات التلفزة باننا لن نرحل عن أرضنا سنعيد ما دمروه، هنا ولدنا وهنا نموت، والويل كل الويل لمن عادانا ورغم كل الجراح والاحزان إلا أن اهل غزة الشجعان صابرون معتمدون على الله ان ينصرهم على كل من عاداهم وما ذلك على الله بعزيز، والحق ان قطر كانت وفية مع اهل غزة على وجه التحديد، والقضية الفلسطينية عامة كانت الطرف الأقوى في مفاوضات الدوحة مع العدو الإسرائيلي بالتعاون مع المفاوض المصري حتى تحقق اول اتفاق لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والمسار لم يتوقف الى ان تنال غزة وأهل فلسطين حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة.

(2)

ومنذ الثامن من يناير 2025 يوم إعلان هروب بشار الأسد تحت ضغط قوات الثورة والإصلاح وهروب فلول نظام حكمه الى خارج البلاد السورية او الانتشار في القرى والجبال خوفا على حياتهم من محاكمات قضائية ستلاحقهم أينما كانوا للجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب السوري الشقيق.

قطر بقيت الوفية لعهدها الذي قطعته قيادتها السياسية على ان تبقى نصيرة للشعب السوري حتى ينال حريته من ربقة حكم طائفي حقود يقوده بشار الأسد، فلا تطبيع قطري مع ذلك النظام ولا حتى الاستماع الى خطاباته التي يلقيها بشار في بعض المؤتمرات العربية الى ان يحقق للشعب السوري مطالبه العادلة التي اعلنها ذلك الشعب العريق في انتفاضته عام 2011.

*بقيت العاصمة القطرية ترفع اعلام الثورة السورية ذات النجوم الثلاث الحمراء التي تتوسط العلم الوطني السوري. في الـ 8 من يناير 2025 أعلنت الثورة السورية اسقاط نظام بشار الأسد وهروبه الى موسكو والاستيلاء على العاصمة دمشق وبقية المدن السورية بدءا من حلب وريفها شرق البلاد الى درعا غرب البلاد، كانت قطر اول دولة عربية ينزل وفدها رفيع المستوى الى مطار دمشق وتتابعت الزيارات على اعلى مستوى سياسي، اذ كان رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أول رئيس وزراء عربي يزور دمشق ـــ بعد أيام من هروب بشار الأسد الى موسكو ـــ مقدما التهاني بالانتصار على ذلك النظام الطائفي الحقود.

في الخميس الماضي قام سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بزيارة الى دمشق وهو اول زعيم عربي يمد يده الى قائد سورية الحبيبة الرئيس أحمد الشرع، وكان في معيته وفد رفيع المستوى ضم وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي وفي يقينى ان سعادة الوزيرة لولوة الخاطر سيؤول اليها المساهمة في إعادة بناء ما هدمته قوات بشار الأسد وحلفاؤه البغاة من مدارس وجامعات ومكتبات عامة واكاديمية.

* لقد كان لزيارة سمو الأمير الشيخ تميم اثر بالغ في نفوس الشعب السوري الشقيق كما قوبلت تلك الزيارة بالتقدير والاشادة على مستوى الوطن العربي كما جاء في وسائل الاعلام العربية والدولية.

لقد قدمت قطر الكثير للشعب السوري ابان محنته منذ عام 2011 وحتى اليوم دون منّة او التشهير بما قدمت لاهلنا في سورية الحبيبة وليس اخرها استضافة الاجتماع العاشر لكبار المانحين للشعب السوري في يونيو 2024 في ظروف غياب المجتمع الدولي عن معالجة أسباب الازمة السورية. سورية الحبيبة بقيادتها الوطنية ( الرئيس أحمد الشرع ورفاقه ) وبالتعاون غير المشروط مع القيادة السياسية القطرية ستخرج سورية الحبيبة من ازمتها الراهنة وستتغلب بإرادة الله عز وجل على كل الصعاب وستكفكف دموع احزانها وستضمد جراحها التي سببها النظام الطائفي المنهار.

(3)

في التاسع والعشرين من يناير الماضي تم اختيار القائد احمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية لفترة انتقالية بعد اجتماع واجماع قادة الفصائل الوطنية السورية وقوى الثورة، وعلى ذلك تم اصدار عدد من التشريعات الرئاسية أهمها حل جيش النظام السابق ومليشياته، وحل حزب البعث الذي كان تُحكم سورية باسمه، وحل مجلس الشعب والمؤسسات الأمنية المنهارة وتعليق الدستور الذي بموجبه عين بشار الأسد رئيسا للجمهورية العربية السورية خلفا لابيه حافظ الأسد، ان هذه المراسيم ليست بدعة فقد سبقتها أنظمة ثورية في عالمنا العربي والعالم الثالث عامة وفي الغالب كانت تصدر قرارات مثل اعلان حالة الطوارئ وحظر التجول الى جانب أمور أخرى.

* استغرب مواقف بعض كتاب الاعمدة الصحفية من نقدهم والتهكم في كيفية اختيار القائد أحمد الشرع رئيسا انتقاليا كالقول: لم تحدد مدة رئاسة الشرع الانتقالية وما هو البديل عن الدستور الذي تم تعليق العمل به وانتقادات كيفية الاتفاق على تعيين الشرع من قبل هيئة محددة العدد وليس انتخابا شعبيا. يظهر في تلك النصوص التي أوردها بعض المتاجرين بالقلم انها نصوص تحريضية وليست لوجه الله.

آخر القول: أيها الناس عامة في سورية الحبيبة، احسنوا الظن في قيادتكم الجديدة واعينوها على إدارة سورية الحبيبة بقيادة الرئيس أحمد الشرع ورفاقه الشرفاء ولا تستعجلوا في اصدار احكام مضللة، فالحمل ثقيل وكان الله في عون سورية العروبة شعبا وحكومة انتقالية وسدد خطاهم وحماهم من كيد الكائدين المتربصين بالبلاد والعباد.

المصدر : الشرق القطرية

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".