على
وقع تصاعد أسعار الغذاء عالميا" بفعل التصعيد الحاصل في الحرب الروسية
الأوكرانية و التي باتت مفتوحة على كل الاحتمالات و كل العوامل و الاستعمالات في
زمن البوصلة العالمية التائهة بين لغة تأجيج الصراع و التسلح ولغة السلام الاممي
المنشود من الأراضي السعودية ومباحثات الامن الغذائي المهزوز و الذي يدرك القاصي و
الداني ان لتركيا ورئيسها اليد الطولى في المساعدة على احياء اتفاق الحبوب في زمن
الجياع و المؤشرات الكارثية على مستوى الامن الغذائي العالمي و اللاجئين والنازحين
و اللذين هم في ازدياد واخرهم صصراعات افريقية المتنقلة والحديث عن ما يفوق 50
مليون مهدد بالجوع بين السودان والصومال واثيوبيا وكينيا وعليه متى الحل للجوعى
والفقر و لازال العالم يتكلم بلغة النزاعات و التغيير المناخي و هز الامن الغذائي
بالتوترات و الحروب فهل من يسمع صوت 345 مليون جائع حول العالم.
ويكفي
الإشارة الى تقرير الفاو ووفقا للفاو، زاد مؤشر أسعار الأغذية، الذي يتتبّع
التغيّرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأكثر تداولا،
بنسبة 1.3 في المائة عن الشهر السابق بينما ظل منخفضا بنسبة 11.8 في المائة عن
مستواه المسجل في تموز / يوليو المنصرم وتأتي هذه الزيادة نتيجة للارتفاع الحاد في
مؤشر أسعار الزيوت النباتية الذي ارتفع بنسبة 12.1 في المائة بعد سبعة أشهر من
التراجع المستمر فقد ارتفعت الأسعار الدولية لزيت دوّار الشمس بأكثر من 15 في
المائة، مدعومةً بشكل أساسي بتجدّد الشكوك إزاء الإمدادات القابلة للتصدير عقب
القرار الذي اتخذه الاتحاد الروسي بوقف تنفيذ مبادرة البحر الأسود.
هذا
وقد ارتفعت الأسعار الدولية للقمح لأول مرة منذ تسعة أشهر بسبب الشكوك إزاء
الصادرات من أوكرانيا واستمرار الظروف الجافة في أمريكا الشمالية. وكل هذه الظروف
تترافق مع ضبابية الاقتصاد العالمي ونسب نموه المتأرجحة، ناهيك عن أسعار النفط
بعدما تعهدت السعودية وروسيا بتخفيض الإنتاج حتى نهاية السنة، إضافة إلى إبقاء
لجنة المراقبة الوزارية لمنظمة "أوبك+" على العمل بالاتفاقات المتعلقة
بتخفيض إنتاج النفط حتى نهاية العام. وذكر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك
بعد فترة وجيزة من إعلان السعودية أن روسيا ستخفض أيضاً صادراتها النفطية بواقع
300 ألف برميل يومياً في سبتمبر المقبل. وتوصلت "أوبك+" إلى اتفاق للحد
من الإمدادات حتى 2024 في آخر اجتماعاتها في يونيو الماضي، وتعهدت السعودية
تخفيضاً طوعياً للإنتاج في يوليو المقبل وتمديده ليشمل أغسطس الجاري. وتبلغ
تخفيضات إنتاج التحالف، باستثناء التخفيضات الطوعية الإضافية من المنتجين الثلاثة،
3.66 مليون برميل يومياً، أي ما يقرب من 3.6 في المئة من الطلب العالمي. وعليه هل
سيكون الوضع اكثر تعقيدا" ما لم تخرق محادثات السلام الجارية على الأراضي
السعودية بجديد وتستضيف السعودية محادثات حول الحرب في أوكرانيا السبت والأحد
الماضيين في مسعى سياسي جديد للمملكة
الراغبة بلعب دور دبلوماسي على الساحة الدولية، رغم عدم وجود توقعات بأن تحقّق هذه
الاجتماعات اختراقاً في النزاع مع روسيا ، ان الواقع يقول ان مبدرة متوازنة مع شي
من إجراءات الثقة قد تكون مدخلا نظرا" لدور السعودية الأخير بين الأطراف
المتنازعة والسؤال الكبير متى ينظر الى الصراع من واقع تأثيره على مجما اقتصادات
العالم لاسيما في ظل الإجراءات الاخذة بالتعيد على مستوى الامن الغذائي و الطاقوي
عالميا".
الى
ذلك يبقى التعويل أيضا" مع ما يجري من محادثات في جدة على ما يمكن ان تحمله
الانباء التي تتحدث إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا في منتصف
أغسطس/آب الحالي، وإن الرئيس اردوغان متفق مع بوتين بالفعل على تمديد العمل
باتفاقية نقل الحبوب عبر البحر الأسود والسؤال بأية شروط واي ثمن؟.
مع
كل هذا الجهد السياسي ستبقى جدة وانقرة مع الرعاية الأممية محور مفتوح لاجتراح
الحلول الحيوية والفعالة قبل ان ينزلق الاقتصاد العالمي والامن الغذائي والسلم
الدولي الى ما لا يحمد عقباه.
الآراء
الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".
*اكاديمي و باحث