وائل نجم
أيام قليلة ويطوي العام 2022 آخر أيامه مخلّفاً الكثير من
الكوارث على لبنان وطناً وشعباً ومؤسسات. لقد تفاقمت الأزمات في العام 2022 في لبنان
بشكل مضطرد حتى بات حلّها يكاد يحتاج إلى معجزة حقيقية.
إنسداد في أفق الحلول السياسية بعد الفشل في انتخاب رئيس
جديد للجمهورية على الرغم من انعقاد جلسات متتالية للمجلس النيابي، والسبب في ذلك يعود
إلى منطق المحاصصة والكيدية والاستئثار التي تكاد تطبع سلوك معظم القوى السياسية. وقد
تلا الفشل في انتخاب رئيس جديد فشل الكتل النيابية والقوى السياسية في تشكيل حكومة
جديدة بعد إجراء الانتخابات في منتصف شهر أيّار الماضي.
تفاقم لأزمة الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق حتى بلغ مستوى
سعر صرف الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية مستوى غير مسبوق ولامس عتبة الخمسين
ألف ليرة لأول مرّة في تاريخ لبنان، وهذا بدوره فاقم من أزمة الفقر حتى بات قرابة
80% من اللبنانيين يعيشون حالة الفقر بحسب إحصاءات منظمات دولية. كما وأنّ البطالة
بلغت مستويات متقدمة حيث لامست ألـ 40% أيضاً ما حدا بالكثيرين من أصحاب المهن الحرّة
والشباب لمغادرة البلد وهجرته نحو المجهول. والحديث عن الأزمة الاقتصادية يطول ويطول
ويطول مع غلاء الأسعاء والمحروقات والأدوية والطبابة والتعليم والنقل والكهرباء وغيرها،
وكلّها أزمات يعاني منها اللبناني وتفاقمت بشكل غير مسبوق في العام 2022.
على المستوى الاجتماعي شهد العام 2022 ارتفاعاً واضحاً في
معدلات الطلاق والمشكلات الأسرية والسرقة والسطو المسلح حتى بات أي مواطن لا يأمن على
نفسه التنقّل بحرية وسلامة بين بيته وعمله أو عبر المناطق اللبنانية التي كانت آهلة
وآمنة إلى وقت قريب.
على الصعيد الأمني وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها
الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية لمكافحة حالات السرقة والتهريب والاعتداء
وغيرها فإنّ البلد شهد خضّات أمنية محدودة تنذر باحتمال انزلاقها بالبلد في ظلّ أي
ظرف غير عادي إلى المجهول، ناهيك عن تسرّب عدد من أفراد القوات المسلحة والقوى الأمنية
خارج هذه المؤسسات بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط.
وعلى الرغم من تصوير التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية
على أنّه إنجاز للبنان في العام 2022 إلاّ أنّ الحقيقة أنّ هذا التوقيع ليس إنجازاً
ولا يمتّ إلى ذلك بصلة، بل هو على العكس تنازلاً عن حقوق مكتسبة للبنان من أجل تسجيل
إنجاز للعهد الذي أغرق بسياسته البلد في كلّ هذه الأزمات.
الانجاز الوحيد الذي يمكن القول إنّه قد تحقّق في العام
2022 هو انتهاء عهد الرئيس ميشال عون الذي جرّ على البلد كلّ هذه المصائب، وأوصلها
إلى هذا المستوى من الأزمات والويلات.
لكلّ ذلك يمكن القول إنّ العام 2022 كان على اللبنانيين عام
الكوارث والكآبة التي لم يعيشوها من قبل، ويبقى السؤال كيف يمكن أن يكون العام
2023 وماذا يمكن أن يحمل إلى اللبنانيين؟
الجميع يأمل أن يكون عاماً أفضل وعاماً للحلول التي تعيد
إلى لبنان أيّامه التي كان فيها اللبناني يعيش بحالة من الحرّية والبحبوحة.
الأراء الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز"