الفلكلور اللبناني مع مدرسة أمجاد... تراث يأبى ان يموت حتى بالزمن الصعب
أيار 10, 2023

د. محمد موسى

بعيدا" عن الصخب السياسي والانهيار الاقتصادي في بلاد الأرز حيث الملل من كل ما يجري وحالة القرف المتمادي التي تضرب نفوس اللبنانيين من الشمال الى الجنوب والتي لا تبدو حلولها بالقريب العاجل وعلى الأرجح باتت كما قال الكبير منصور الرحباني باتت تشحذ على أبواب العالم او بمكاتب السفراء الا ما خلى قلة قليلة لا تعرف ان تتحدث الا باللبناني البلدي التراثي الجميل والأصيل في آن.

اكتب هذا المقال حول احياء مهرجان الرقص والفلكلور الذي أقيم البارحة في قصر الاونيسكو تحت رعاية معالي وزير التربية القاضي عباس الحلبي وبإشراف مباشر من الدكتور مازن قبيسي رئيس وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية في وزارة التربية والتعليم العالي وكل الفريق المواكب في الوزارة للحدث من عاملين وكشاف لبنان اللذين ما بخلوا بجهد لإنجاح الحدث.

اكتب هذا المقال لأتقدم بالشكر الى الدكتور قبيسي وفريقه لإقامة الحدث من العدم حيث شح الإمكانيات المادية واللوجستية ولكن تبقى هذا الروح اللبنانية الشامخة التي ما برحت تسطر التشبث بروح الإنجاز وان بالقليل وفلس الارملة، وهنا لابد من الإشادة بكل المدارس المشاركة التي تكبدت تكاليف النقل في زمن المحروقات التي تحرق الجيوب والقلوب وتكبدوا مشاقة ادخال السرور الى الوزارة وفريقها والى كل المشاركين في الاحتفالية وخاصة الأهالي المتعطشين لسرقة لحظة فرح في زمن القحط على كل المستويات.

اكتب هذا المقال لأدعو لاستمرار هذا الروح الوطنية العالية بين طلاب لبنان بمختلف مدارسهم وانتماءاتهم واعراقهم وديانتهم المخلصة لله الواحد وللوطن الواحد لبنان. كان ملفت الحدث الذي ملاء قصر الاونيسكو فرحا" وجمالا وخاصة وانت ترى الطلاب طوافون فيه كملائكة يطيرون من مكان الى مكان حاملون في وجههم ارزة لبنان وعنفوانها الذي يأبى الانحناء امام العواصف وما أكثر على هذا الوطن الصغير المساحة الواسع الانتشار البالغ الحساسية في تركيبته ووجوده وكينونته.

اكتب هذا المقال لأقول تراث الشعوب ولغتها و دينها بلا تعصب هو عنوان الهوية الاصيلة التي يجب ان تبقى مهما عصفت النوائب و اشتدت الازمات بكل مسمياتها و هنا لابد لي من الإشادة بمدرسة اولادي التي افتخر بوجودهم فيها (مدرسة امجاد) التي ما بخلت بإدارتها و كوادرها وعلى رأسهم الأستاذ وليد ذبيان بتنمية هذه الروح الوطنية الاصيلة في الحفاظ على التراث الذي هو حنينا الدائم الى جذورنا حيث تغدو (الاوف) صرخة بوجه كل من اعتدى على الوطن و تصبح (الدلعونا و الهوارة) اهازيج لتغذي روح التآخي الإسلامي - المسيحي الذي تجلى في صورة المسرح من مدارس الرهبات الى المقاصد الإسلامية وصولا الى المدارس الرسمية التي أصرت على المشاركة بالرغم من قلة الحيلة التي تمر بها فلها كل التحية وعلى امل ان تعود المدرسة الرسمية الى سابق مجدها.

اختم مقالتي بوافر الشكر الى المدربة المتميزة هالة عيد التي حصدت الاحترام الوافر و جوائز القلوب قبل الالقاب من أولادها التلامذة التي عملت على تدريبهم ليحصدوا الألقاب ومن الأهالي اللذين شقت الى قلوبهم مع فريق الاحتفالية بسمة امل ومن لجنة الحكم الموقرة التي ابهرتهم بالأداء الاحترافي للتلامذة المتبارين ، وقد تألفت اللجنة من الأستاذ نعمة بدوي والأستاذ فهد العبد الله والأستاذة برناديت حديب والاستاذة ماريا ابوعلفا اللذين كانوا بحضورهم ومشاركتهم حدث بذاته.


كل عام وتبقى الإدارة اللبنانية عاملة وفاعلة بكل أركانها ووزراتها وعلى راسهم وزارة التربية بكل وحداتها.

كل عام والتراث اللبناني بألف ألف خير والفلكلور اللبناني يصدح بصوت لبنان عاليا" في كل المحافل.

كل عام وكل مدارس لبنان قادرة على البقاء ومقاومة اليائس والبؤس الزاحف الينا.

كل عام وكل تلامذة لبنان قادرين على الابداع والتميز.