صلاح سلام
المعركة البطولية
التي يخوضها شبّان مخيم جنين ضد العدوان الإسرائيلي، تُسطّر صفحة جديدة في مسيرة النضال
الفلسطيني، الذي لم ولن تخبو جذوته على مرّ السنوات والعقود من الإحتلال والإستيطان
الصهيوني، الذي يُناقض الشرائع الدولية، ويتحدى أبسط حقوق الإنسان، التي يتشدق بها
الغرب الأميركي والأوروبي، ولا يتجرأ على الإعتراض على الممارسات الوحشية الإسرائيلية
ضد الشعب الفلسطيني، المكافح دفاعا عن أرضه وكرامته وحقه في إقامة دولته المستقلة.
عشرون سنة
ونيّف مضت على الإجتياح العسكري المدمر لمخيم جنين عام ٢٠٠٢، والذي زج فيه العدو الإسرائيلي
قوات النخبة وآلاف الجنود وأرتال من الدبابات والمركبات المصفحة، إلى جانب إستخدام
الغارات الجوية في بقعة جغرافية محدودة ببضعة كيلومترات، في محاولة للقضاء على بنية
المقاومة في المخيم الصامد، والقضاء على تنظيمات المجموعات التي كانت ترفد الإنتفاضة
في الضفة بالشباب، وبعمليات نوعية، ضد البؤر الإستيطانية. فكان أن إستشهد العشرات من
المقاومين، وتم القبض على عدد كبير من شباب المخيم، وخيّل لقادة العدو أنهم نحجوا في
القضاء على جذور المقاومة في مخيم البطولة والصمود.
اليوم وبعد
عقدين من الزمن يقوم جيل جديد من شباب المخيم، بحمل السلاح في مواجهة مخططات الإستيطان
والتهويد، والتصدي للإعتداءات المتكررة على قلعة المقاومة جنين ومخيم البطولة، وينصبون
الكمائن للجنود الإسرائيليين، ويوقعون الخسائر الفادحة في صفوفهم، رغم التفاوت الكبير
في موازين التسليح والتجهيز، ورغم لجوء الجيش الإسرائيلي لإستعمال الطيران الحربي والمسيّرات
والهليوكوبتر، في العملية العسكرية المستمرة منذ ثلاثة أيام، دون أن تُحقق أهدافها.
وفيما قوات
العدو غارقة في القتال على تخوم مخيم جنين، وجهت المقاومة ضربة موجعة للحكومة الاسرائيلية،
من خلال عملية دهس وطعن في قلب تل أبيب، أثارت موجة من الذعر في العاصمة الإسرائيلية،
وأثبتت مرة أخرى أن المقاومين الفلسطينيين قادرون على إختراق أمن العدو في عقر داره،
وفي أكثر المواقع حساسية.
المجزرة الإسرائيلية
مستمرة في مخيم جنين وسط هذا التجاهل المعيب من المجتمع الدولي، لا سيما أعضاء مجلس
الأمن الدولي، الذين لم يسمعوا بعد دوي القصف الجوي والبري على مخيم مكتظ بالأطفال
والنساء، وتعمل فيه جرارات العدو على هدم المنازل، وجرف الطرقات والبنية التحتية، التي
تخدم عشرات الآلاف من العائلات.
جنين تُلاقي
غزة وأجيالاً جديدة من المقاومين، في كتابة فصل جديد في تاريخ المقاومة الفلسطينية
البطولية، ضد أعتى إحتلال إستيطاني عرفته المنطقة.
المصدر: اللواء.
الآراء الواردة
في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".