د. محمد موسى*
على
وقع اجتماع الأربعاء 5 أكتوبر لمجموعة أوبك بلس حيث صدمت القرارات المتخذة الكثير من
دول العالم في زمن الضباب الاحفوري والشح الغازي والتشتت المالي والنقدي حيث التضخم
والركود والديون وأزمة الحبوب القابلة للتفاقم في الأيام القادمة وقائمة الازمات العالمية
التي تكاد لا تنتهي جاء كلام كريستليانا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي وديفيد مالباس
رئيس البنك الدولي المس 10 أكتوبر كما قرار أوبك بلس تقني الشكل بنكهة محملة بجملة
تداعيات سياسية واقتصادية ستظهرها قابل الايام.
اجتمعت
أوبك تحت عنوان مصالحها أولا" ولكن ضمن منظومة حماية النفس لحماية الاخر، وعليه
هي إرادة التوازن بما يرضي المنتجين والمستهلكين في آن واحد وكم هي معادلة صعبة بالأساس
فكيف اليوم والحرب الروسية الأوكرانية تتفاقم بعد نسف جسر القرم والذي يعد شرارة فعلية
قد تغير نمط اللعبة خاصة بعدما رد الروس بوابل من الصواريخ تمهيد لتعقيد المشهد خاصة
بعد كلام الرئيسين الروسي والاوكراني عن شبه استحالة اللقاء وعليه لا صوت يعلو فوق
صوت المدافع.
ان الناظر من الموقع الاقتصادي يعلم بما لا يقبل الشك ان القرار بحت تقني
وهذا ما تحدث عنه وزير الطاقة الاماراتي، سهيل المزروعي، للصحفيين أثناء اجتماع أعضاء
أوبك + في فيينا لمناقشة الخطط قائلا" "القرار تقني وليس سياسي". ولكن
الا يشير القرار الى ان أوبك بلس بمكان ما تناغمت مع الرغبة الروسية سياسيا" لخفض
الإنتاج بمليوني برميل يوميا" حيث الحاجة الأميركية لدعم الأسعار لكل مشتقات الطاقة
في زمن يقترب من أبواب الانتخابات النصفية الأميركية حيث الهلع يضرب الديمقراطيين من
ان يستعمل كل هذا الامر بمواجهتهم من قبل الجمهوريين المتربصين!! ولكن الا يحق لأوبك
بلس الدفاع عن مصالحها وللتذكير فقد كان ارتفاع أسعار النفط دافعا رئيسيا لارتفاع أسعار
المستهلكين الذي ضرب البلدان في جميع أنحاء العالم في وقت سابق من هذا العام، مما دفع
معدلات التضخم إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود وزيادة التوترات السياسية في العالم.
من
هنا حذّر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من تزايد مخاطر حدوث ركود عالمي في الوقت
الذي يُجبِر التضخم الأسرع البنوك المركزية على رفع أسعار الفائدة، مما يعوق النمو
لكافة الدول المعنية وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، إلى جانب
رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، في مؤتمر افتراضي اليوم البارحة، في بداية الاجتماعات
السنوية لمؤسساتهم، إنّ تكاليف الاقتراض المرتفعة بدأت التأثير حقاً كيف لا في زمن
الديون المتراكمة والمتزايدة فوق 300 تريليون!!!!!! وعليه يقدر صندوق النقد الدولي
أن نحو ثلث الاقتصاد العالمي سيشهد على الأقل ربعين متتاليين من الانكماش هذا العام
والعام المقبل 2022/2023، وأن الناتج المفقود حتى عام 2026 سيبلغ 4 تريليونات دولار
وتاليا" تفاقم الازمات لاسيما التمويل للاقتصاد العالمي ككل والدول النامية بشكل
خاص. أضافت جورجيفا في الوقت نفسه أنه لا يمكن لصناع السياسة النقدية أن يتركوا التضخم
كالقطار الجامح، من جهته، حذّر ديفيد مالباس من وجود خطر حقيقي من حدوث انكماش عالمي
العام المقبل، وأن قوة الدولار تُضعِف عملات الدول النامية، مما يزيد ديونها إلى مستويات
مرهقة؟!!!!!
وهنا
نسأل من يوقف هذا الجموح للدولار و التضخم و العالم كله تحت رحمة الازمات المتراكمة
والمتلاحقة من1 كوفيد 19 وصولا الى الحرب الروسية الأوكرانية ببساطة ووضوح طالما ازمة
أسعار الطاقة قائمة و التي عنوانها الحرب الروسية الأوكرانية و ما نتج عنها من أزمات
أطاحت بالاقتصادات النامية و الناشئة و هزت عرش الدول الكبرى التي ستكون على موعد مع
مزيد من التظاهرات و التغيرات الجيو-سياسة بفعل اشتداد الازمة اعتقد انه لا مفر من
دور ما (سعودي – تركي) للملمة الازمة الأساس نظرا" لقدرة الدولتين بالوساطة بين
الناتو ومعه أوكرانيا من جهة وروسية من جهة أخرى و أيضا" لما للدولتين من حضور
في عالم الطاقة انتاجا" و طرق مرور.
لابد
من لحظة تعقل لأنه ما بين التضخم والركود وازمة الغذاء وأسعار الطاقة وكلام جورجيفا
ومالباس لم يبقَ الا ان نسمع ونرى انهيار كثير الدول نحو الإفلاس فهل من ينجد الدول
والناس؟!!!!!!!!!!
الآراء
الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".
*أكاديمي
وباحث في الاقتصاد السياسي
[email protected]