منير الربيع
بهدوء يراقب
حزب الله كل التطورات الحاصلة في المنطقة. يعتبر أن الوتيرة متسارعة أكثر مما هو متوقع.
يرتاح الحزب لما يجري ويبدو متأكداً أن ما يريده سيحصل، خصوصاً في ملف رئاسة الجمهورية.
التنسيق كامل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي يستمر بالعمل على توفير 65 صوتاً
لسليمان فرنجية، وبعدها السعي لتوفير النصاب الدستوري. يرتكز الحزب على موقف داخلي
لن يفرّط به، وهو اقتراب فرنجية من 60 صوتاً. وبالتالي، هي فرصة لا يجب إضاعتها. كما
يرتكز على موافقة فرنسية وتبن من باريس لهذا الخيار، فيما الرهان ينسحب على البراغماتية
الأميركية والكلام الذي نسب للسفيرة الأميركية، رداً على سؤال قبل أيام حول فرنجية،
فأجابت بأن أميركا قادرة على التعاطي مع أي رئيس يتم انتخابه. وهو ما يفسّر لبنانياً
بأنه عدم ممانعة.
بين التوافق
والتحدّي
بين حدّين
يسير حزب الله في معركة إيصال فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. فالحدّ الأول هو تشديد أمين
عام الحزب الدائم على "ضرورة التوافق والحوار والوصول إلى قواسم مشتركة"،
وأن يكون انتخاب فرنجية مقروناً بضمانات داخلية وخارجية. وهذا ينسجم كلياً مع مواقف
رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي لا يتوانى عن التأكيد بأنه حريص على التفاهم والتوافق
مع المملكة العربية السعودية حول هذا الخيار. وهو يشدد بأنه لن يذهب إلى أي تسوية من
دون رضى السعودية. أما الحدّ الثاني فهو معيار التحدّي. إذ يقول الحزب إن الطرف الآخر
ولا سيما فريق 14 آذار، يعلنون المعارك والهجوم تحت عنوان أنهم لن يسمحوا لحزب الله
بإيصال مرشحه إلى الرئاسة. وبما أن هؤلاء لا يؤيدون الحوار ولا يريدون التوافق، ويأخذون
المعركة إلى معيار التحدّي، فليكن لهم ما يريدون، وحزب الله سيبقى متمسكاً بفرنجية.
لا تخلي ولا
حرج
في هذا السياق،
يبدو حزب الله حاسماً في خوض معركة فرنجية إلى النهاية، من دون أي اعتبار للتخلي عن
هذا الخيار. صحيح أن الحزب يؤكد بأنه لا يريد تكرار تجربة ميشال عون لا في إطالة أمد
الفراغ والتعطيل، ولا حتى في التداعيات السياسية أو الاقتصادية أو المالية، لكن هذه
ليست مبررات تقود للتخلي عن خيار رئيس تيار المردة، الذي سيستمر في خوض المعركة، ولو
طال الانتظار شهوراً. خصوصاً في ظل منطق التحدي الذي يرفعه الطرف الآخر. وهذا سيدفع
الحزب إلى التمسك بموقفه أكثر والتشدد به. يرفض حزب الله حتى الآن الحديث عن الخطة
باء أو خيارات بديلة، ويعتبر أن هناك مرشحاً أوحد هو سليمان فرنجية، فرصه تتزايد في
الوصول إلى رئاسة الجمهورية، بالاستناد إلى المعطيات الداخلية والتطورات الخارجية،
والتي لا بد لها أن تنعكس على الواقع اللبناني. صحيح، حسب الحزب، أن باريس لم تنجح
حتى الآن في إقناع المملكة العربية السعودية بخيار فرنجية، ولكن المحاولات ستستمر.
ويعتبر الحزب أن السعودية كان بإمكانها الحصول على ما تريده في لبنان، ولكن من دون
الدخول في موقف تفصيلي يتعلق برفض مرشحين.
لا يشير الحزب
إلى أي معيار من معايير الحرج أمام سليمان فرنجية. ورداً على كل الكلام الذي يقول إن
حزب الله قد لا يتخلى عن فرنجية ولكنه ينتظر منه أن ينسحب، فإن الحزب يؤكد أنه لا يرضى
بانسحاب فرنجية ولو بقي مرشحاً لشهور طويلة. ويجزم بأنه في اللحظة التي يدعو فيها رئيس
مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة انتخابية، فليعلم الجميع أن الدورة الثانية من الجلسة
ستعلن سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية.
المصدر: المدن.
الآراء الواردة في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر
عن "آفاق نيوز".