صلاح سلام
يبدو أن «ديبلوماسية
الخيمة» السعودية، ستدخل تاريخ الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، على غرار الخيمة الشهابية
التي شهدت اللقاء التاريخي الوحيد بين الرئيسين جمال عبد الناصر وفؤاد شهاب على الحدود
اللبنانية.
حرص السفير
السعودي وليد بخاري على عقد لقاءاته مع سفراء الخماسية، منفردين ومجتمعين، في الخيمة
ذات الطابع التراثي السعودي، يتجاوز الشكل، على اهمية مغزاه الثقافي والحضاري، إلى
المضمون وجوهره الأساسي أن الملف اللبناني مسألة عربية، ومعالجته ووضع الحلول له، مهمة
بل مسؤولية عربية بالدرجة الأولى، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، المعنيين بالإستقرار
في وطن الأرز.
لم يعد خافياً
أن مبادرة السعودية في تحريك اللجنة الخماسية، تُضفي على جهود الخماسية جدّية وإلتزاماً
قوياً، لم يكن متوفراً في فترة الإدارة الفرنسية للإتصالات
والمباحثات
مع الأطراف اللبنانية، فضلاً عن الشكوك التي أحاطت بمهمة الخماسية، عندما تفرّدت باريس
بطرح معادلة «سليمان فرنجية ــ نواف سلام»، والتي قوبلت برفض لبناني، ولم تحظَ بتأييد عواصم الخماسية، بل أجهضت النتائج المتوخاة
من إجتماعات باريس الأولى.
وتأتي مروحة
الزيارات المدروسة التي سيقوم بها سفير المملكة وليد بخاري للقيادات السياسية، والمرجعيات
الروحية، والرؤساء السابقين، لتأكيد حرص الخماسية على الدفع قدماً لإنتخاب رئيس الجمهورية
في أقرب فرصة ممكنة، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية بما يؤدي إلى تسوية
وطنية على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، تضع البلد على سكة الخروج من دوامة أزماته، وتفتح
أبواب الإنفراجات المتتالية بمساعدة ودعم الأشقاء، وخاصة السعودية، والأصدقاء من الدول
المانحة وفي المؤسسات الدولية.
ومبادرة المملكة
لا تعني رغبة بالتفرُّد في إدارة جهود الخماسية، بقدر ما يعزز الإنطباع السائد حالياً
عن جدّية وفعالية المساعي الحالية، في تفكيك عقد الخلافات اللبنانية ــ اللبنانية،
والتي أدت ليس إلى تعطيل الإنتخابات الرئاسية على مدى ١٨ شهراً وحسب، بل هددت مقومات
الدولة اللبنانية، وأصابت السلطة بالشلل الدماغي، وضاعفت من الصعوبات والتعقيدات التي
أفرزتها الأزمات التي يتخبط فيها البلد.
لقاء سفراء
الدول الخمس في الخيمة السعودية أمس، بمثابة إعلان مباشر بأن محركات الإستحقاق الرئاسي
إنطلقت بزخم، لم يكن متوفراً في الأشهر الماضية، وعلى الأطراف اللبنانية أن تتجاوب
مع هذه المساعي الحميدة، ولا تهدر فرص الخروج من جهنم الإنهيارات مرة أخرى.
المصدر: اللواء.
الآراء الواردة
في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".