في مواجهة العدوان الإسرائيلي: نصائح للنازحين والمضيفين
تشرين الثاني 05, 2024

رياض عيسى *

أدى العدوان الإسرائيلي المتكرر على القرى والمناطق الجنوبية والضاحية والبقاع إلى موجات نزوح كبيرة، توزع خلالها الأهالي في مختلف المناطق اللبنانية بحثًا عن الأمن والأمان والاستقرار. ومع اشتداد الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون، تظهر تحديات تتطلب من الجميع التعاون واحترام الخصوصيات المجتمعية، وتجنب الممارسات التي قد تزيد من صعوبة الحياة اليومية.

إن ظروف النزوح القسري تفرض تحديات جديدة على العائلات التي وجدت نفسها في بيئات جديدة قد تختلف في عاداتها ونمط حياتها. هنا بعض النصائح والتوصيات للنازحين بهدف تعزيز أجواء التعاون والتفاهم والحفاظ على بيئة صحية واجتماعية للجميع:

1-المحافظة على الأملاك الخاصة والعامة: من الضروري احترام الأملاك الخاصة والعامة والابتعاد عن أي تصرف قد يضر بالبيئة المحلية أو يتسبب بأذى للآخرين. يُعتبر الحفاظ على الممتلكات والبيئة المحيطة التزامًا أساسيًا يساهم في تعزيز الاستقرار والأمان في المجتمع المضيف.

2- الاعتدال في الطلبات وتجنب المبالغة: في ظل الأزمات، تسعى الجمعيات الخيرية والمتطوعون لتقديم يد العون، ولكن الموارد غالبًا تكون محدودة. إن الاعتدال في المطالب والالتزام بالأولويات يساعد في ضمان حصول جميع النازحين على الدعم اللازم دون إرباك الجهات المتطوعين والمضيفين والجهات المانحة وعلينا الابتعاد عن الانانية وتكديس المساعدات.

3- الانفتاح على التوعية وقبول الاختلافات: من المهم التفاعل بإيجابية مع مبادرات التوعية والإرشادات التي يقدمها المتطوعون وأفراد المجتمع المضيف. كما أن قبول الاختلافات والتنوع في الآراء والأفكار يسهم في بناء بيئة تعايش متينة، ويدعم الحوار الهادف بين الجميع.

4- الامتنان للجهود التطوعية وعدم إثقال كاهل المتطوعين: يعمل العديد من المتطوعين والجمعيات ليلاً ونهارًا لتأمين متطلبات النازحين، لذا فإن تقدير جهودهم يساهم في استدامة الخدمات المقدمة. التعبير عن الشكر والامتنان، بدلاً من التوعد أو الضغط، يعزز من الروح التضامنية ويحفز المزيد من الدعم، فهولاء المتطوعين أيضاً عندهم ظروف ويضحون بوقتهم وجهدهم ومالهم، وقد يكون غالبيتهم من النازحين أيضاً.

5-الحفاظ على البيئة المحيطة والموارد الطبيعية: يؤثر النزوح في البيئة المحلية واستهلاك الموارد المتاحة، لذا من المهم الحفاظ على نظافة البيئة والتقليل من النفايات قدر الإمكان، لأن الحفاظ على البيئة هو مسؤولية مشتركة تعود بالنفع على الجميع.

6- التعايش واحترام الخصوصيات الثقافية والمجتمعية: تختلف العادات والتقاليد بين المناطق اللبنانية، واحترام خصوصية كل بيئة يسهم في تعزيز التعايش الاجتماعي وتجنب أي توترات. التعايش يعتمد على التفهم والتقدير المتبادل، ويمثل فرصة للتعلم من بعضنا البعض وإثراء المجتمع.

7- عدم حمل السلاح: للحفاظ على السلامة العامة وتجنب أي صدامات، يُنصح النازحون بالامتناع التام عن حمل الأسلحة في مناطق النزوح، حيث يمكن لذلك أن يزيد من حدة التوترات ويعرض الجميع للخطر. التزام الجميع بعدم حمل السلاح يسهم في خلق أجواء من الأمان والثقة ويجعل البيئة المحيطة أكثر استقرارًا.

8- التوازن في الإنفاق المالي للمقتدرين: في بيئة غالبًا ما يعيش بعض أفرادها في ظروف معيشية صعبة، يُنصح النازحون المقتدرون ماديًا بعدم المبالغة في مظاهر الإنفاق المالي ولا التباهي بالسيارات، فقد تكون المجتمعات المضيفة تعاني من ضغوط اقتصادية شديدة، ومن الضروري تفهم هذه المعاناة وعدم إظهار التمايز المالي الذي قد يولد مشاعر سلبية.

9- عدم التباهي بالانتماءات الحزبية أو التقديمات الخاصة: في أجواء النزوح، من المهم ترك الانتماءات الحزبية جانبًا وعدم رفع الشعارات الدينية أو السياسية، والتعامل بحيادية واحترام لمشاعر الجميع. التباهي بالمساعدات الحزبية التي تخص بعض الأفراد دون غيرهم، قد يخلق انقسامات ويؤدي إلى احتكاكات لا ضرورة لها ويهدد السلم الأهلي. التواصل من منطلق إنساني شامل هو السبيل لتعزيز التآلف بين الجميع.

الخلاصة

النزوح هو تحدٍ كبير فرضته الظروف، ويحتاج النازحون إلى كل دعم وتعاون من المجتمع المضيف، لكن تفاعلهم أيضًا يلعب دورًا أساسيًا في خلق أجواء آمنة وصحية تعزز التلاحم الوطني. إن الالتزام بالنصائح السابقة وتقدير جهود الآخرين يمهد الطريق لبناء مجتمع متماسك قادر على تجاوز التحديات، ويحافظ على احترام كل من الأفراد والمجتمعات التي تحملت عناء استضافتهم.

* ناشط اجتماعي

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".