قمة الحرير الصينية وطريق التوابل الأميركية: العرب حاضرون
أيلول 13, 2023

د. محمد موسى

على وقع بيان العشرين الذي لم ينشف حبره وقرارته لجملة قضايا إقليمية ودولية كان أبرزها طريق التوابل الهندية بالرعاية الأميركية لوقف الزحف الصيني خاصة مع عدم حضور الرئيس الصيني قمتين متتاليتين من بالي الى نيودلهي وتاليا" انعكاس حالة اللا دفئ ولا حرارة بين الرجلين: الرئيس الصيني والرئيس الأميركي الذي بدوره غمز من طريق التوابل الهندية الى صفعة أميركية الى الصين لا بل أكثر من ذلك ذهب بعيدا" في الكلام من فيتنام حيث أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن (الأحد 10-9-2023) إنه أجرى أرفع محادثات مباشرة مع القيادة الصينية منذ أشهر، وقال بمنطق فيه الكثير من السخرية للأوضاع الصينية "إن التقلبات الاقتصادية في الصين لن تدفعها إلى غزو تايوان، وأضاف إن الاقتصاد الصيني يعاني بسبب تباطؤ النمو عالميا لكنه لن يدفع بكين إلى اتخاذ خطوات لتغيير الوضع الراهن في تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي وقال بايدن لا أعتقد بأن ذلك سيدفع الصين إلى غزو تايوان" علما" انه طوال العام كان برأي مختلف.!!!!!!! وفي حين رجح مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يحاول قريبا السير على خطى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، بشن هجوم عسكري ضد تايوان وذلك بحسب العميد المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية روبرت سبالدينج على هامش المنتدى الاقتصادي الـ 32 الذي عقد في مدينة كارباش، جنوب غربي بولندا، والذي انتهت أعماله الخميس الماضي، لا بل أكثر من ذلك ظهر التخبط الأميركي في أوجه عبر كلام مايك غالاغر رئيس اللجنة المختارة بمجلس النواب الأميركي حيث أكد ان التباطؤ الاقتصادي في الصين قد يعزز احتمالات عمل عسكري صيني ضد تايوان وتاليا" امام كثرة المتحدثين: من نصدق داخل الإدارة الاميركية في زمن الحرير والتوابل؟!!! وعلى أبواب قمة الحرير الاحتفالية حيث يغدو الحضور العربي السعودي الاماراتي أبرز العناوين القادرة على الجمع بين الطريقين في زمن الطرق الوعرة بين الصين وأميركا فهل يغدو العرب قناة التلاقي وبيضة القبان في قادم الأيام لانضاج تسويات معقولة ومقبولة؟

وعليه في اعقاب قمة العشرين وإقرار طريق التوابل الهندية الأميركية التي ستربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا تنعقد القمة الثامنة للحزام والطريق في هونغ كونغ التابعة للصين، يومي 13 و14 سبتمبر الجاري، وستشهد دورتها لهذا العام مشاركة أكثر من 5000 من قادة الأعمال من مختلف دول العالم. ويأتي المؤتمر الثالث والدورة الثامنة لقمة الحزام والطريق هذا العام2023 ، وسط صراع محموم بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وقوده العقوبات في مجال التجارة والتقنية المتقدمة واشباه الموصلات وجملة قضايا جيو-سياسية. ان الملفت على الطريقين(الحرير-التوابل) هو الحضور العربي القوي والقادر والمتحكم والندي الدور الذي افتقدناه منذ فترة طويلة فلا التفاف على قناة السويس والحضور العربي أساسي في الربط والتمويل والعوامل اللوجستية من السعودية الى الامارات، وعليه فكما مبادرة الحزام والطريق ،كذلك مبادرة الممرات الاقتصادية، سيكون الشرق الأوسط في مركز اهتمامها، حيث قال باتريك لاو نائب المدير التنفيذي لمجلس تنمية التجارة في هونغ كونغ، إن الدورة الثامنة من قمة "مبادرة الحزام والطريق" ستشهد تعاونا أكبر مع الإمارات و العربية السعودية ودول الشرق الأوسط، من خلال عقد عدة جلسات نقاشية متخصصة لدول الشرق الأوسط بهدف استكشاف الفرص التعاونية والتجارية في مختلف المجالات والتي تجلت في القمم المنعقدة نهاية العام 2022 في السعودية حيث حضرت الاتفاقات واللجان امام القمم السعودية الصينية و الخليجية الصينية و العربية الصينية.

ان القمة القادمة ستشكل بداية الكلام الصيني مع الحلفاء الحاضرين وفي مقدمتهم الرئيس الروسي وزعيم كوريا الشمالية لتعزيز العمل المشترك على اعلى المستويات عبر تجديد مبادرة طريق الحرير وإيجاد حلول لازمة الديون للدول النامية والماضي قدما" مع مجموعة بريكس بالرغم من التباين مع الهند حيث النظر الى النصف الممتلئ للكوب الاقتصادي - السياسي إضافة الى تعزيز التعاملات التجارية بالعملات الوطنية البينية والتي في طياتها رسالة الى الدولار الأميركي وان على المدى المتوسط والطويل.

في زمن الطرق المتعددة وصراع الفيلة هل من ينظر الى مبادرة لإنقاذ الاقتصاد العالمي من جحيم التضخم المترافق مع ركود خفي تارة يعو وتارة يخبو وإيجاد حلول لازمة حبوب البحر الأسود التي لم يكتب لها طريق الحل حتى الساعة بالرغم من الآمال المعقودة على القيادة التركية لإيجاد تخريجة ترضي الروس والاوكران والغرب وتنقذ رغيف الفقراء؟

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".