ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
قمة جديدة يلتئم فيها
العرب مجتمعين من سنين فهل ستضيف جديدا" الى واقع المواطن العربي؟ قمة جديدة هل
تكون مختلفة بالشكل والمضمون والرغبة على الإنجاز؟ وهل تستطيع في زمن المسخ الإسرائيلي؟
ببساطة بيان جديد نحن بانتظاره فهل يكتب بحبر عربي صرف؟ وهل يسمح لنا نحن العرب ان
نتفق فيما بيننا ولو لمرة واحدة ثم نراقب ماذا انجزنا خلال العام؟ وهل نملك تنفيذ
وعود لا يرى فيها الشارع العربي الا حبر على ورق؟
لا نكتب هذه الحروف للانتقاد
والسلام انما من وجع حقيقي يضرب اجسادنا المرهقة وقلوبنا الحزينة التي تموت
شيئا" فشيئا" من واقع عربي مرير حتى غدونا نسأل أنفسنا هل نحن احياء؟ ام
اننا في مقابر العروبة التي لا تغادرنا ولا نغادرها؟
تنعقد القمة ونحن نبكي غزة وأهلها
الصابرون ولا زلنا نحمل امالنا واحلامنا ومستقبل أولادنا بغد عربي مشرق حبذا لو
ينطلق مع تقديرا" لكل الصلات الدينية والعرقية واللغوية، حبذا لو ننطلق من
رؤية استراتيجية اقتصادية سياسية واستهللت بالاقتصاد لان الاقتصاد رافعة السياسة
في عالم التحولات والتغيرات وسياسات الأقطابالعالمية الجديدة والتحولات القادمة لا محالة، فهلا حجزنا مكان بين من نستحق ونحن
نملك ثروات ومؤهلات ترفدنا للوقوف مرفوعين الراس مطالبين بأقل حقوقنا التي باتت
تشحذ على قارعة العواصم.
اسمحوا
لنا ان نهذي قليلا" و نتأمل ان يعي قادة العالم العربي ونحن على أبواب القمة
القادمة في ارض المنامة، ان هناك الأراضي المقدسة في فلسطين تنتهك بمسيحيها و
مسلميها وتقتل الحياة فيها كل يوم و يذبح ابناءها و تقصف كنائسها و مساجدها وعليه
لابد لكم من وقف حمام الدم المسفوك على يد الإسرائيلي بطريقة وحشية ليس اقلها
(البنكير باستر الأميركية الصنع) وهذا اول المطلوب و ذلك ليس ليكون حبر على ورق
انما يُستعمل لأجله كل الأدوات المتاحة وانتم اعلم بها منا مع علمنا بقدرة اوراقكم
الكثيرة الفاعلة امام الإسرائيلي و الأميركي في آن.
اما
ثاني المطلوب هو القول ان الحديث فيما بعد الحرب و نتائجها التي لم تبلور اليوم
ليس له معنى ما لم تقف الحرب و آلة القتل الممنهج ثم يأتي بعدها كل النماذج و
وجهات النظر و كل الإمكانات لدعم ضمن الية حل مقبول تحت اطار حقوق الشعب الفلسطيني
بكل اطيافه وضمن المقبولية الإسلامية المسيحية المشرقية العربية وما اصعبها من
معادلة ولكنها ليست بمستحيلة الايجاد اذا ما بعدت النكايات وصدقت النوايا وصفت
الرغبة في الوصول الى الحل المنشود بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة و قابلية
للحياة وعاصمتها القدس الشريف على غرار دول كثيرة أنشئت ونهضت في العقود الأخيرة
تحت راية الشرعية الدولية و التي نقبلها اليوم على مضض.
اما
ثالثة الأثافي فعنوانها صيانة الابعاد الجيو-سياسية للمعركة عن غزة نفسها بمنع
الترانسفير الجديد وعدم السماح بنكبة جديدة على غرار نكبة 1948 فكم هو معيب ان
يشهد النظام العربي نكبة فلسطين مرتين دون ان يحرك ساكن الا عبر الشاشات و الادهى
من ذلك الخطر على باقي الجبهات و على راسها لبنان المتعب اقتصاديا و سياسيا"
وامنيا الا ما خلى من روح شعب ابي عصي على الذل و الهوان ،والى الأردن حيث
المؤامرة الأولى لخلق دولة من رحم دولة أخرى و تغير الجغرافيا السياسية و محو
الذاكرة و القضية وضرب الأردن بقاء ووجود عبر القضية الفلسطينية وهذا لابد ان يكون
خط احمر للقمة ، كيف لا اذا ما ترافق مع خطر واضح على الامن القومي العربي برمته
وتحديدا" على الشقيقة الكبرى مصر و سيناء و ارضها المخضبة بالدماء الطاهرة
لطرد الغزيين نحوها، ان المسألة لا تحتمل البيانات الفارغة .... انه الامن القومي
العربي حقيقة بكل ما للعبارة من معنى جيو-سياسي، فالمرحلة دقيقة بامتياز فلا مجال
لإدخاله البازارات يا سادة وإلا ستسقطون واحد تلو الاخر والأيام دول وكاشفة لما هو
قادم والذي نحسبه خطرا" كبير خاصة مع حديث قادة العدو عن صيف ساخن من لبنان
فهل ذلك مقدمة لما هو أوسع؟
ان
العرب بحاجة للصراحة والمصارحة فيما بينهم ولابد من حديث بل كفوف ولا مواربة،
والعمل على إيجاد أرضية من التعاون مع دول الإقليم الفاعلة تحت مظلة الاحترام
والتعاون الاقتصادي المقرون باحترام سيادة الدول ولقاء تحولات العالم الجديد
المتعدد الأقطاب سياسيا" واقتصاديا" في مساحة حقيقية لمن يلاقي مصالحنا
وحقوقنا كعرب.
ان
الساعة اليوم لملاقاة الشباب العربي وهم الكتلة الوازنة ولإدخال الفرح ليس لشعوب
دول بعينيها بل لشعوب أمة بأسرها والا بقينا على ما قال الشاعر الكبير نزار قباني
منذ عقود خلت:
ما
للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
ليس
من عادة الشارع العربي الاستبشار من القمم العربية ونتائجها ومخرجاتها ولكننا
مجبولون بالتفاؤل كمسلمين ومسيحيين لهذه الأرض الطاهرة وذلك ايمانا"
وقيامة" وقيما"، ولنا في ان تحمل قمة المنامة بوادر تخفيف الآم أمة
بآسرها.
للأسف لا زلنا نكتب ونتمسك بالأمل ولا زالت عدوانية
وهمجية إسرائيل مستمرة، فهل تكون القمة القادمة مدخلا لرسم حلول لغزة وفلسطين وكل
المنطقة من الباب العربي العريض أو ان ما كُتب قد كُتب ونحن في طريقنا الى مزيد من
النكبات والشرذمة وضياع الحقوق وغياب الصوت؟