قمة بريكس تبدأ بخمسة دول فهل تنتهي بولادة قطب عالمي جديد؟
آب 21, 2023

محمد موسى

ساعات قليلة تفصل العالم على انتظار انطلاق قمة دول البريكس التي تحمل في طياتها و جلساتها و أصداء قراراتها القادمة بداية تشكل قطب مركزي جديد في العالم بكل المعاني و الخصوصيات السياسية و الجيو-سياسية و الاقتصادية والمالية ولعل الأبرز القادم هو رؤية عالم متوازن القوى لكي تضبط الصراعات تحت سقف محاولة إحلال الاستقرار والسلام العالمي المنشود وهو المفقود من اكثر من عقد ان بفعل الحروب المتنقلة بين قارات العالم القديم او تحت وطأة الازمات و الصدمات الاقتصادية والمالية لاسيما الامن الغذائي والامن الطاقوي ومفاعيله المؤثرة في الأسواق حيث التضخم يأكل حياة الناس و ينهش الأموال من جيوبهم و يبطأ اقتصادهم و يفقرهم لابل و يزيد من عدد جوعهم و ما التقرير الدولية الأخيرة في هذا المضمار الا مؤشر الى ان اللحظات الحرجة تزداد حراجة" في عالم متخبط منذ ازمة كوفيد 19 و تاليا" عليه التحرك ونحن بدأنا السماع عن المتحورات الجديدة لكوفيد 19 والخشية من ازمة اقتصادية لا تبقي و لا تذر.فهل يلم العالم شعثه من بوابة بريكس.؟

وتترأس جنوب أفريقيا مجموعة دول بريكس (جنوب أفريقيا، البرازيل، الصين، الهند، روسيا)، وستستضيف من 22 إلى 24 أغسطس/آب القادم القمة الـ 15 لهذه الدول حيث الكل بانتظار قرارات تاريخية على مستوى التوسعة عل مستوى الدول ومن ثم تبدأ التحليلات والتداعيات والانعكاسات المرجوة ليس لمزيد من الخضات انما لبسط السلام والاستقرار العالمي بكل قطاعاته وابعاده وعليه فإن 22 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إلى مجموعة بينما أبدت دول أخرى اهتمامها بذلك، وكانت بريكس لمحت إلى أنها منفتحة على التوسع وفي هذا الصدد قال مندوب جنوب أفريقيا في المجموعة أنيل سوكلال إن 22 دولة تواصلت رسميا مع دول بريكس لتصبح عضوا بشكل كامل، وهناك عدد مماثل من الدول التي سألت على نحو غير رسمي عن الانضمام للمجموعة وأشار إلى أن الاهتمام المتزايد بالتكتل "ليس بالأمر الجديد" لكنه يشير إلى "الثقة" بالعمل الذي قامت به بريكس طوال 15 عاما من وجودها. وتاليا" المنطق يفرض بأن بريكس ليست مجرد قوة سياسية عبر محاولتها تغيير خطوط الصدع في مجال السياسة العالمية، بل أصبحت اليوم تغير أيضا ما يحدث في الفضاء الاقتصادي على مستوى العالم وتشكّل مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية، وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة مجموعة السبع او ما يعرف بالسبع الكبار التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية، وهذا ما تثبته الأرقام الصادرة عن مجموعة بريكس، التي تكشف عن تفوقها لأول مرة على دول مجموعة السبع، فقد وصلت مساهمة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي إلى ما يقارب 32 بالمئة، بينما توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7 بالمئة فكيف اذا انضمت اليها تلكم الدول القادرة اقتصاديا" وماليا" و سياسيا" ؟!!!!ببساطة زمن التحولات؟ ثم ماذا لو رافق ذلك إقرار للعملة الموحدة لدول البريكس بعد التوسعة وهنا اتحدث بعيدا" عن المدى الزمني حيث مجرد المدخل اليها في زمن الصفقات التجارية الكبرى للسلع الدولية الأساسية بدأت تتم بالعملات الوطنية فهل يتغير مستوى الدولار في احتياطيات الدولار عالميا" وماذا عن ميزان التسويات الدولية التجارية المقومة بالدولار؟!!!

وعليه تشير الدراسات انه في حال انضمام الدول الجديدة فالأرقام تقول انه مع دخول الأعضاء الجدد إلى مجموعة بريكس يمكن أن تنمو مساحة التحالف بمقدار 10 ملايين كيلومتر مربع، كما سيزداد عدد السكان بمقدار 322 مليون نسمة وتاليا" حلف متين على مستوى الامن الغذائي والمالي والعسكري. وعليه ستمضي بريكس بكل ما اوتيت من قوة إلى الاستفادة من إمكاناتها الاقتصادية، فهي ترغب في تقدم نفسها في صورة البديل الجيوسياسي لنظام عالمي أحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة وأيضا تصوير نفسها باعتبارها ممثلا لبلدان الجنوب وفي سياق ذلك، تطمح الدول الراغبة في الانضمام إلى بريكس في الاستفادة من نفوذها وقوتها الاقتصادي والمالية فهل يكون التوسيع مدخل لتكرس قوة عالمية جديدة تحت عنوان ضمان السيادة الوطنية والتعاون الاقتصادي والأمني. الأكيد ان دول بريكس ستبدأ القمة بخمس أعضاء ولكنها ستنتهي بعدد وفير من الدول وربما التحول الى قطب جديد في العالم وربما بديل لكثير من المؤسسات الدولية التي نعرف ولكن اين القطب الاخر مما يجري وهل يبقى ينظر في التحولات دون تدخل؟ من يعش يرى.