د. محمد موسى
يبدو ان الزمن يتغير بسرعة تفوق ما كان يتوقعه الكثيرون على المستوى الاقتصادي
والسياسي المتداخل مع العوامل السياسية والجيو- سياسية التي تكاد تنجز تقلبات هائلة
في زمن قياسي. زمن سمته الحروب الذكية والخفية والمسيرات زمن الميتافيرس والعملات الرقمية
والمسيرات، حروب مخفية بقالب التكنولوجيا الاخذة بالضرب عمقا" في حياة الشعوب،
راسمة أوجه تحالفات جمة من تحالف بريكس الى افريقيا وتحولاتها وانقلاباتها التي تعصف
بالدول الكبرى جملة وتفصيلا على وقع ما تحتويه القارة السمراء من بعد اقتصادي ومخزون
هائل على مستوى الثروات.
وقبل أسبوع على قمة بريكس التي قد تكون
تاريخية ومفصلية لجملة أمور ليس اقلها النظر في طلبات الكثير من الدول الراغبة في الدخول
الى المنظمة ومن جملتها دول ذات ثقل دولي وإقليمي كالسعودية وتركيا وإيران والقائمة
تطول وهنا لا يخفى على أحد ان بريكس قوة ضاربة على كافة المستويات بلا تلكم الدول فكيف
ان دخلت الدول الراغبة المنظمة؟!!!!!!!!!!!!!!!! زمن التحولات السريعة
وتشكّل مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم،
ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم
وأكثرها كثافة سكانية، وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة
مجموعة السبع او ما يعرف بالسبع الكبار التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية، وهذا
ما تثبته الأرقام الصادرة عن مجموعة بريكس، التي تكشف عن تفوقها لأول مرة على دول مجموعة
السبع، فقد وصلت مساهمة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي إلى ما يقارب 32 بالمئة،
بينما توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7
بالمئة فكيف اذا انضمت اليها تلكم الدول القادرة اقتصاديا" وماليا" و سياسيا"
؟!!!!ببساطة زمن التحولات؟ ثم ماذا لو رافق ذلك إقرار للعملة الموحدة لدول البريكس
بعد التوسعة وهنا اتحدث بعيدا" عن المدى الزمني ...... في زمن لا نقول انتهاء
عصر الدولار انما حقيقة تقهقره بفعل سياسة اميركا أولا ثم التحالفات الجديدة لإعادة
التوازن الى عالم اختلت فيه كل الموازين!!!!؟
إلى جانب ذلك، تعمل مجموعة بريكس على
تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية والسياسية والأمنية عبر تعزيز الأمن والسلام
على مستوى العالم والتعاون الاقتصادي بين الدول الخمس، وهو ما من شأنه أن يسهم في خلق
نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية، عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا ذا الصوت العالي الذي يصرخ من التحولات الكبيرة
منذ زمن ازمة 2008 المالية ونشوء بريكس و ازمة كوقيد 19 وصولا الى الحرب الروسية الأوكرانية
( الغرب/الشرق) بالوكالة و اخرها الازمات المتنقلة من التضخم الى سياسات التشدد المالي
مضافا" اليها كل ما يجري في بحر الصين الجنوبي و المحيط الهادئ حيث التحرشات الدولية
وصراع الكبار بالمعنى السياسي والاقتصادي وربما
العسكري.
و انطلاقا" لكل مما سبق اطلق الرئيس
الأميركي العنان لنفسة مرة جديدة بعدما وصف الرئيس الصيني بالدكتاتور ها هو اليوم يصف
الصين بأنها "قنبلة موقوتة" بسبب ما تواجهه من مشاكل اقتصادية متنامية، وأشار
في هذا السياق إلى ارتفاع معدلات البطالة وشيخوخة القوى العاملة ومع اتفاقنا ان نمو
الاقتصاد الصيني كان اضعف مما يتوقع كذلك لم تأتي الانتعاشة الحقيقية الصلبة لنهضة
الاقتصاد على غرار ما قبل كورونا إضافة الى البطالة خاصة في الشباب الا ان ذلك لا يخفي
ان الولايات المتحدة بعد التضخم وسياسات التشدد المالي الأخيرة وارتفاع أسعار الفائدة
و إفلاسات بعض المصارف و التخبط الحاصل في الداخل الأميركي مع استمرار حرب أوكرانيا
بالوكالة وصولا الى صراع الدين و التخلف ثم الترقيع إضافة الى ازمة الديون العالمية
ونمو الاقتصاد العالمي وصولا الى ازمة عقارات الصين وانعكاساها على اميركا نفسها ناهيك
عن جملة صفقات باتت تتم بالعملات الوطنية بعيدا" عن الدولار و السطوة الأميركية
وهذا مدخله دول بريكس وربما دولها الجديدة و هذا ما يطرح انتظار قرارات قد تكون تاريخية
على المستوى الاقتصادي- السياسي العالمي في زمن خلق الأقطاب عبر التحالفات الدولية.
ونحن على أبواب قمة بريكس وانتظار قراراتها نسأل هل الاقتصاد الأميركي نفسه
بخير كما سأل الرئيس بايدن عن الاقتصاد الصيني وتاليا" إني أرى ان اقتصادا الصين
والولايات المتحدة اشبه بقنبلة موقوتة متلازمة قد تطيح كلاهما بالأخرى وبكل الاقتصاد
العالمي المديون بما يفوق 300 تريليون دولار....... لا سمح الله!!!! فهل من يتدارك
السياسات الخاطئة ويتذكر الجوعى والفقراء واللاجئين المتزايدين حول العالم؟