منير الربيع
تنحصر المقاربات اللبنانية في تفاصيل
سياسية يومية. هي بالمجمل تقع في سياق السجالات التي يستدعي أصحابها البحث عن أوراق
جديدة. كل ذلك لا يؤشر إلى تحقيق نتائج جدية، لا في الانتخابات الرئاسية ولا في المقاربات
المالية والاقتصادية. ومن هذه الموضوعات التفصيلية، تبقى العلاقة بين حزب الله والتيار
الوطني الحرّ في الصدارة، مقابل بحث القوى الأخرى المعارضة للحزب عن مشروع أو خطة سياسية
جديدة لمقاربة الاستحقاق الرئاسي.
البحث عن التمايز
بانتظار جلسة الانتخاب يوم الخميس المقبل،
تستمر المشاورات داخل تكتل "لبنان القوي" حول الوجهة التي سيتم اتخاذها تصويتاً،
لا سيما أن هناك أفكاراً متعددة لدى نواب التيار بعدم التصويت بالورقة البيضاء، لإظهار
المزيد من التمايز عن حزب الله. في الجلسات السابقة لجأ التيار إلى التصويت بشكل مبهم
وغير واضح لإظهار التمايز. ولكن في اجتماع الهيئة السياسية للتيار اليوم الثلاثاء سيكون
البحث جدياً بتبني أحد الأسماء، خصوصاً أن الكثير من النواب يصرون على باسيل بضرورة
تبنّي إسم من داخل التكتل. وهو الأمر الذي كان قد وصفه باسيل بـ"المزحة".
يعرف باسيل أن الذهاب إلى التصويت بإسم واضح سيعني ذلك زيادة منسوب الخلاف مع الحزب،
ما سيسهم أكثر في التباعد السياسي وتكريس القطيعة، علماً أن حزب الله لم يوافق على
عقد جلسة حكومية مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، لعدم استفزاز التيار الوطني الحرّ
أكثر.
في هذا السياق، يستمر تبادل الرسائل
بين الحزب والتيار الوطني الحرّ، في سبيل تحسين العلاقات وإعادة التنسيق في مختلف المواقف.
هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت، ولذلك ترجح مصادر متابعة أن لا يلجأ باسيل إلى
خطوات من شأنها تكريس القطيعة مع الحزب أو تعميق الخلاف. في مقابل عدم إقدام الحزب
على منح الغطاء لميقاتي من أجل عقد جلسة حكومية يغيب عنها التيار. كل ذلك يبقى ذلك
مندرجاً في سياق التعطيل وليس ابتداع الحلول. إذ لا يمكن لهذه الآليات أن تؤثر على
النتائج، خصوصاً أن الحزب لا يبدو جاهزاً لخوض المعركة الرئاسية بشكل واضح ونهائي في
هذه المرحلة عبر مرشحه. والتيار الوطني الحرّ لم يجد من يؤيد فكرته بشكل واضح حول تبني
خيار المرشح الثالث.
لا مؤشرات خارجية
ومثل هذه التفاصيل التي تتضارب فيها
الحسابات، ستستمر طويلاً وتتكاثر في المرحلة المقبلة، طالما أن لا مؤشرات واضحة على
جدية تمهد لإنجاز الاستحقاقات، خصوصاً ان "الاهتمام" الخارجي يتراجع يوماً
بعد آخر في الملف اللبناني، لا سيما أن النظرة الديبلوماسية تشير إلى أن لا نضوج حتى
الآن لبلورة حلّ الأزمة اللبنانية أو إيجاد تسوية مرحلية لسد الفراغ، ولكن لا تؤدي
إلى إنتاج الحل الشامل.
وفي هذا السياق تقول المصادر إن التواصل
الخارجي بين عدد من الدول مستمر حول لبنان، ولكن ذلك لم يؤد حتى الآن إلى وضع برنامج
عمل شامل ونهائي. وتضيف المصادر أن الحماسة اللبنانية أحياناً لا تتطابق مع واقع الأمور
خارجياً، إذ أنه حتى الآن لم يتم تحديد موعد الاجتماع الذي كان يفترض أن يعقد في باريس،
وقيل إن انعقاده سيكون في منتصف الشهر الحالي، فيما عادت مصادر أخرى وأشارت إلى أنه
سيتم تأجيله، بينما بعض المعطيات تفيد بأنه سيكون مخصصاً للبحث في برنامج المساعدات
وآلية تقديمها.
المصدر: المدن.
الآراء الواردة في المقال تعبّر عن
رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".