ليلى في لبنان مريضة: أيا ليتني كنت الطبيب المداويا
كانون الثاني 23, 2023

محمد موسى

أي بلاد هذه...!!!!!!!!!!! دولارها يحلق بلا حسيب و لا رقيب ، لا سلطة فاعلة لا رئاسات قادرة: فالأولى شاغرة و الثانية تبحث عن الحوار و لا متحاورين في زمن الدستور المفصل على القياس، فلكل ملة طائفها الخاص وتفسيرها الخاص فطائف السنة غير طائف الشيعة غير طائف المسحيين غير طائف الدروز وبحسب القطعة و الرئاسة الثالثة تدور في فلك السياسات الترقيعية التي لا تجدي في زمن القحط السياسي و الأسئلة المفتوحة منذ كلام وزير الخارجية الفرنسي لودريان عن كيان على شفير الزوال، وعليه الطائف بعد ان رحل عرابه يسأل متى أكون حقيقة" موضع التنفيذ في دولة تُحترم شعبها و مواطنيها و قوانينها.

فبالرغم من سعر الدولار الذي يكوي كل مضجع فوق الخمسين الفا" والحبل على الجرار وبعيدا" عن كل الكلام عن مستفيدين من أسعار الدولار المحلقة فالفاتورة تدور ويدفعها المواطن بمعزل عن أي أسباب قائمة وان كانت على حساب اعصابه وايمه البائسة والاقتطاع من اللحم الحي او مما يُسند عليه من تحويلات المغتربين اللذين لولها لكنا في أماكن أكثر ايلاما".

ان أولى احترم المواطن في كل الدول يتجلى في تأمين الخدمات حيث رفاهية الانسان فوق أي اعتبار اخر ولكن ماذا نقول عن دولة ما عاد المواطن فيها يطلب الا قليل من الماء على قليل من ساعات الكهرباء وقليل من الخدمات الأمنية وجزء يسير من الخدمات الطبية التي باتت على المحك، كيف لا وكل القطاعات الطبية والصيدلانية المعنية باتت تبحث عن فلسفة البقاء في زمن الضياع والتهريب والادوية المزورة والادوية القادمة من كل حدب وصوب.

كيف لا والبحث عن الدواء هو بالسراج والفتيلة.... حيث تشير الأرقام الى انخفاض قيمة الدواء المستورد بكل انواعه الى ما دون الثلث قياسا" بالعام 2018 فقد هبطت فاتورة الاستيراد من حوالي 950 مليون دولار الى ما يفوق 300 مليون دولار بقليل، وذلك ليس بفعل انتاج محلي فائض انما لعدم رغبة اهل القطاع بالاستمرار ضمن هكذا ظروف وان كان بعضهم جزء مما جرى ويجري. من هنا سمعنا كلام نقيب الصيادلة الحاد لضبط سوق الدواء وما يدخل اليه حيث بات الشعب اللبناني المعتر يأخذ أي دواء موجود بعيدا" عن فعاليته ومصدره والمهم يكون سعره منيح .... والشافي الله.

ان الاكمال في الاجهاز على القطاعات الصيدلانية والطبية والاستشفائية لن يزيد الوضع المزري أساسا" الا مزيد من الفوضى حيث حياة الناس وصحتهم باتت على المحك والأيام القادمة ستكون كارثية في حال استمرار الاستعصاء السياسي والاقتصادي المنعكس على القطاع الطبي عموما والدوائي بشكل خاص. وعليه حال الصيدليات يقول انها وصلت إلى مرحلة الخطر والناس تخشى تفاقما أكبر في الأزمة، وتاليا" لم يعد لدى الكثير من الصيدليات الدواء بسبب عدم تلبية حاجاتها من المستوردين، فهم يدعون أنهم يمولون الصيدليات بحاجاتها، لكن عمليا لا تحصل إلا على اليسير من الادوية التي لا تسمن ولا تغني ولا تشفي من مرض.

وبالإذن من مجنون ليلى (قيس بن الملوح) عندما انشد:

يقولونَ ليلى بالعِراقِ مَريضَةٌ فيا ليتني كنتُ الطَّبيبَ المُداوِيا

تَمُرُّ الليالي والشّهورُ، ولا أرىغَرامي لها يَزدادُ إلاّ تَمادِيا

لأقول له اشكر الله ان ليلى في العراق وليست في لبنان لانشد عنه عن حالنا:

لبنان لا حبة‘ دواء شافيا ولا طبيبا" خبير عليم مداويا

وان استمر الحال كما هو لن يبقى صحة" لمواطن ولا عافيا